البابا شنودة الثالث وفترة تحديد الاقامة في عصر السادات الجزء الثانى

. . ليست هناك تعليقات:


البابا شنودة الثالث وفترة تحديد الاقامة عام 1981

بمناسبة تذكار نياحة قداسة البابا شنودة الثالث قررت انى اكتب عن حياة البابا شنودة الثالث وبالخصوص فى الفترة التي تم تحديد اقامة البابا فى دير الانبا بيشوى بوادي النطرون سنة 1981
هذه الفترة التى نادرا ما يتحدث عنها أحد ........ ما هي الاسباب؟ والوضع السياسي فى هذا الوقت؟ لماذا اتخذ السادات هذا التصرف؟ ماذا حدث بعد ذلك؟ ماذا كان يفعل البابا فى الدير اثناء فترة تحديد الاقامة؟ كل هذه الاسئلة كانت تبحث عن اجابات

لتناول هذا الموضوع بكل تفاصيله المهمة كان يجب تناوله على ثلاث اجزاء 
( الجزء الاول -الجزء الثالث  )

الجزء الثانى (الوضع السياسي وعلاقة البابا بالرئيس السادات 2)


السبب الثالث:زيارة البابا شنودة الى امريكا

هذه الصورة الشهيرة لأول بابا قبطي يزور الولايات المتحدة الأمريكية -وهو أول بابا يستقبل رسمياً من قبل الرئيس الأمريكي جيمى كارتر وقد صاحبة فى الزيارة د/ أشرف غربال سفير مصر فى أمريكا

وفى أثناء الزيارة ذكر الرئيس الأمريكي أن " عدد الأقباط سبعة مليون قبطي فى مصر " وكان هذا الرقم مخالفاً تماماً بل أن الفرق كان شاسعا بين الرقم الذي ذكره الرئيس الأمريكي وما ذكرته المصادر الحكومية المصرية وفى هذا اللقاء فسر البابا ما يحرى فى المنطقة من وجهة النظر المسيحية -كما ساعد فى إخراج المنطقة من حالة الحرب غلى حالة السلام وأوضح أن الولايات المتحدة مسؤولة من ناحية أنها أصبحت أكبر قوة فى العالم بتغيير المنطقة من الاندفاع إلى الحرب كل بضعة سنين إلى السلام مما ساعد على أساس لمعاهدة السلام التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات ومناحم بيجن بضمان الولايات المتحدة كشاهدة على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

يروي البابا قصة الزيارة الشائكة لأمريكا عام 1977 والتي أغضبت منه الرئيس السادات كثيرا فيقول: في أعقاب زيارة السادات لأمريكا، وجهت لي الإدارة الأمريكية دعوة من خلال الأنبا. صموئيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة لزيارة أمريكا، وتحدد موعدها على أن تكون يوم 14 أبريل 1977 أي بعد زيارة الرئيس لأمريكا بشهر تقريبا، وحدث أن سافرت فوجدت استقبالا عظيما من المصريين المسيحيين المقيمين في أمريكا. كان من المقرر -وفق جدول الزيارة -أن ألتقي جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الجديد آنذاك. إلا أنني كنت غير مرتاح لطلب الإدارة الأمريكية لقائي الرئيس الأمريكي، خاصة أنها المرة الأولي في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية التي يلتقي بطريركها رئيساً أمريكياً. كما أن الساحة السياسية كانت تشهد حراكا شديداً على المستويين الإقليمي والدولي خصوصا في العلاقات المصرية الأمريكية. فطلبت مرافقة السفير أشرف غربال، سفير مصر في واشنطن، في زيارتي للبيت الأبيض ليكون شاهدا على ما سيدور في اللقاء فلا يساء فهم وتفسير ما سيحدث فيه من الرأي العام الداخلي، لاسيما أن الإعلام الرسمي أخذ يشن هجوما شديداً علي نشاط أقباط المهجر واتهمهم بالخيانة والعمالة وتشويه صورة مصر في الخارج.

التقيت الرئيس الأمريكي لمدة نصف ساعة في وجود السفير المصري والأنبا. صموئيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة. استفسر خلالها عن أوجه نشاط الكنيسة القبطية التي كان مهتمًا بها وتاريخها وآثارها القديمة، كما تحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر. وقدمت له أيقونة ذات ثلاثة جوانب، على أحدها تظهر القديسة مريم، وعلى الجانب الثاني تعميد المسيح، وعلي الثالث تظهر قيامة المسيح. إلا أنني فوجئت بالرئيس الأمريكي يقول أمام مندوبي الصحافة والتليفزيون في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، إنه يعرف أن عدد الأقباط في مصر بلغ 7 ملايين -وهذا هو الرقم الصحيح لتعداد الأقباط في مصر الصادر عن الكنيسة-بينما تعداد الدولة كان مليونين وثلث المليون نسمة-وفي الجلسة المغلقة التي أعقبت المؤتمر الصحفي،
وجه الرئيس الأمريكي عدة أسئلة حول الكنيسة القبطية، وعن رأيي في موضوع القدس لأنه يعرف أن الكنيسة القبطية لها رأي في المشاكل السياسية لاسيما الصراع العربي الإسرائيلي. وكان الرئيس الأمريكي يريد من كل ذلك، استدراج الكنيسة القبطية إلى موقف «ملائم»-من وجهة النظر الأمريكية -في مشاكل الصراع العربي الإسرائيلي. فقلت له: إن اليهود ليسوا شعب الله المختار في الوقت الحاضر، وإلا ماذا نسمي الكنيسة المسيحية؟ فإذا كنا نعتقد أنهم شعب الله المختار فمعني ذلك أننا -المسيحيين-لسنا مختارين من الله بالمرة. أما عن المشاكل السياسية فنحن نتحدث عن المبادئ العامة الأساسية الخاصة بالمشكلة، أما التفاصيل فهي متروكة لرجال السياسة. ويبدو أن الرئيس السادات لم يلتفت لتفاصيل ما دار في اللقاء لكنه آلمه أن يكون هناك اتصال - من أي نوع- بين الكنيسة الأرثوذكسية والإدارة الأمريكية، فغضب من الزيارة برمتها.


المنافسة على مركز القيادة :
وكان هناك عاملا آخر مهما ذكره محمد حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب» التفوق القيادي للبابا شنودة على صفات السادات القيادية حينما كتب يقول: (المسرح كان مهيأ لدور يقوم به رجل يستطيع أن يتحمل مسئولياته، وكان البابا شنودة يملك الكثير من المقومات اللازمة فهو كان شاباً ومتعلما وكاتبا وخطيبا متمكنا وكانت شخصيته قوية إلى جانب كثير من صفات الزعامة وقوة احتمال ومثابرة لا شك فيها
السادات كان يرى فى تصرفات البابا معه تحركات استفزازية، فقرر أن يتبع معه نفس الأسلوب، فكما يحكى هيكل فى كتابه «خريف الغضب»
أن السادات كان فى زيارة للكنيسة ونظر إلى ساعته أثناء اجتماعه مع البابا وأعضاء المجمع المقدس وقال موجها كلامه إلى البابا شنودة لقد حان موعد صلاة الظهر وأريد سجادة صلاة وأسرع شنودة بنفسه إلى غرفة مجاورة وجاء بسجادة صغيرة فرشها وسط مكتبه للسادات وخرج الكل من القاعة، ولكن شنودة لم يخرج وإنما وقف بعيدا وقد شبك يديه أمام صدره فى خشوع وانتظر السادات حتى أتم صلاته....

كان السادات ينظر إلى البابا ويحاول تقدير ردة فعله، فهو حاول استفزازه، لكن شنودة كما روى السادات كان «ناصح وغويط «طبقا لنص كلامه، ومع ذلك فقد وافق السادات للبابا شنودة على ضعف عدد الكنائس التى اتفق عليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع بابا الأقباط السابق كيرلس، وعندما لاحظ السادات دهشة المستمعين إليه، رد بقوله: «شنودة ظل طول الوقت يقول لي أنت رئيسنا وأنت زعيمنا وأنت رب العائلة». (ملاحظة لم يوافق السادات على بناء كنيسة واحده للأقباط)


ويستكمل هيكل " وسألني الرئيس السادات كم عدد الكنائس الجديدة التى صرح بها عبد الناصر سنويا للبابا كيرلس، وحين ذكرت العدد. (خمسة وعشرين كنيسة سنوياً) هز الرئيس السادات راسة معترضاً قائلاً: " إن ذلك كثير جداً "
وبناء على نصيحة محمد حسنين هيكل اجتمع السادات بالمجلس الإسلامي الأعلى برياسة شيخ الأزهر ثم اجتمع بالبابا شنودة ومعه الأساقفة وصرح لهم بإنشاء خمسين كنيسة بدلا من ببناء خمسة وعشرين كنيسة سنوياً التى صرح بها عبد الناصر إلا أن هذه الوعود تبخرت على صخرة الواقع فقد حدثت شكاوى من رجال الدين المسيحي من النبوي إسماعيل وزير داخلية حكومة السادات الذي كان يتباطأ فى تنفيذ تعليمات رئيسة ببناء 50 كنيسة، ووضع العراقيل الروتينية.
ولكن زيادة الاحتقان بين علاقة البابا والسادات جاءت بعد اتصال من رئيس الوزراء وقتها بالبابا يطلب منه ترشيح ١٠ أشخاص لتعيينهم في مجلس الشعب حيث كانت انتخابات عام ١٩٧٦ على الأبواب. ويقول البابا أرسلت أسماء ١٠ شخصيات عامة يشهد لهم الجميع، إلا أنه لم يعين منهم إلا حنا ناروز «المستشار القانوني للكاتدرائية» لذلك شعرت أن الدولة أرادت أن ترضيني باستطلاع رأيي دون الأخذ به فامتنعت بعد ذلك عن أي ترشيحات تطلبها الحكومة حتى أرفع عنها الحرج. وجاء الاعلان عن قانون الردة الذي كانت الدولة تعتزم إقراره ليقطع الشعرة التي كانت لا تزال تربط بين السادات والبابا.
موقف البابا شنودة من اتفاقية كامب ديفيد

فى افتتاح دورة مجلس الشعب في 1977، وفي هذه الجلسة الشهيرة أعلن السادات استعداده للذهاب للقدس بل والكنيست الإسرائيلي وكان فى ذلك الوقت يحتاج الى تايد الشعب فأنشأ السادات الحزب الوطني الديمقراطي وتولى رئاسته، وزادت قبضته العنيفة على القوى المعارضة لتوجهاته، ثم لجأ إلى الاستفتاء الشعبي على شخصه، وطلب من عدة قيادات رئيسية بمصاحبة الرئيس اثناء الزيارة وهو ما عرف وقتها بسياسة التطبيع وهذا ما رفضه البابا شنودة كمثل اتجاه عريض من الشعب كما أكد البابا أن الأقباط لن يزورا القدس حجا والأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال وايضا احتجاجا على الاستيلاء على أحد الأوقاف القبطية في القدس وهو "دير السلطان" وله مقولة شهيرة ان الاقباط لن يدخلوا القدس الا وايديهم فى أيدى اخواتهم المسلمون والقدس حرة ، وذلك رغم أن البابا أيد السلام مع إسرائيل لكنه رفض الذهاب إلى إسرائيل

مما اضطر السادات الى السيطرة على جميع أطراف المعارضة من جميع الجهات لحين الانتهاء من اتفاقية كامب ديفيد وذلك ما يعرف بأحداث سبتمبر 1977 حيث تم القاء القبض على حوالي 1500 شخص من جميع الفئات المعارضة من بينهم السياسيون كما قام باعتقال كثير من القيادات الدينية داخل سجن المرج وطره كما انه حدد اقامة البابا بدير الانبا شنودة وعمل علي تكوين اللجنة الخماسية وهم الأنبا صموائيل أسقف الخدمات "متنيح"، والأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي"متنيح"، والأنبا مكسيموس مطران القليوبية "متنيح"، والأنبا يوأنس أسقف الغربية "متنيح"، والأنبا أثناسيوس مطران بني سويف “متنيح"، وبعد وفاة الأنبا صموائيل يوم 6 أكتوبر تم اختيار الأنبا باخميوس مطران البحيرة الحالي الجدير بالذكر ان اللجنة لم تمارس أي عمل. وكان الرئيس السادات كان يستعين بالقمص متي المسكين، وأعتقد أنه له دخل كبير في تحديد الأسماء. حسب رأي الانبا بسنتي السكرتير الشخصي للبابا أثناء أزمة 1981

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة