وكان هذا هو كل مشروعة الذى خرج في الارض من بلاد الشرق التي تصمت عنه على المنابر وتفتح لها الفضائيات حتى تُخيم عناكبه على النشء فتسمع وتسمح بكل ذلك وتغض عنه الطرف بل وتكافئ شيوخه وتدفعهم لمقدمه الصفوف كي يشرفوا على تكوين جيل مؤهل بالفتنة والكراهية يجوث في الأرض حين تنشر كتبهم ومطوياتهم وتترك لهم فطرة شعوبها البسيطة لتفتك آلاتهم المسمومة بالمغرر بهم فيكبر في وعي الشباب البسيط والشعوب العاطلة عن الوعي بفعل مقصود وَهمّا يتضخم بأن لهم شركاء في الوطن هم كفار عليهم اجتثاثهم أو مبتدعون عليهم قتالهم أو ضالون عليهم حز رؤوسهم متى استطاعوا إلى ذلك سبيلا عملا بتكليفات شرعيه انحرفوا بها وفهموها على غير طبيعتها وروجوها على غير هويتها وجاءوا بقيم الدين الرحيمة لعالمنا مشوهة عبر إضافات بشريه تخدم مشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة التي يندفع لها جريا وعليها حدبا وعندها خدمة أتباع التيارات السلفية المختلفة..!!
لقد نفذت داعش السلفية من بين جلد السنه والشيعة كي تهدم بمال معروفه مساراته وبفضائيات معلنه أهدافها بلاد الشام والرافدين ..وعلى أيادي شيوخ الفتاوي الذين أرسلوا الشباب لجبهات قتال مجهولة الراية والهوية فيما احتفظوا هم بأبنائهم وأقاربهم فلم يخسر أحدهم في حروب الفتنة التي أسعروها حتى شعث نعله..!!
وها هي نفسها داعش السلفية مرة أخرى تحاول مرارا وبطرق شتى وفي مناطق مختلفة خلف دولة غائبة عن الوعي أن تنفذ من تحت جلد المسلمين والمسيحيين في مصر فتخطف سلفية الإسكندرية المتعاونة بلحظ العين مع الجماعات المسلحة العنيفة وعي البسطاء وتذهب بهم عبر فكرها الكرائهي الذى لا يعترف بقيم المواطنة ولا دولة القانون للاعتداء على مسيحيين مصريين عُزل في قريه البيضاء بعامرية الإسكندرية زاعمه أن بناء كنيسه في الأرض من أعمال الكفر البواح..!!
لقد نسيت أن رجالها الأولين إنما أتوا من صحراء الجزيرة إلى أرض الكنائس وأن تاريخ الأديرة هنا هو جزء من تاريخ الوطن .. جزء من هويته ولُحمَته وسُداه ..
وأن الديانات هنا كانت وستظل مع اختلافها وتنوعها سر من أسرار القداسة المصرية وكأنها حديقة غناء بكل ثمر على بابها أدخلوها أمنين من الشرر … وأن التنوع هنا كان وسيظل قضاء وقدر…!
وأن كل ما في هذه البلاد من ثقافات وتراث هو ملك لجميع الشعب عليه حمايته وصيانته وأن كنائسنا وكنيسنا ومسجدنا هى رمز لطلة السماء وتجلى الله بقدوسه الإلهي على جبل الطور في سيناء.. وحولها أُقيم دير سانت كاترين وفيه مسجد بناه الحاكم الفاطمي وكنيس يهودي بالقرب من شجره العليق المباركة من بقايا نبي الله موسى في الوادي المقدس طوي ..
وأن بر وبركة الكنيسة وهويتها المحبة جعلت من الدير للمسجد والكنيس مأوى..!!
لم تتقوى الكنيسة يوما بسلطتها .. ولا بمفارقات السياسة التي جعلت مصر يوما تحت حمايه عالم مسيحي جاء إلى هنا غازيا كما غزا الوطن مثله من قبل … فلم تستقوى أو تسعى إلى الانفراد بالدير وهدم مسجده وكنيسه .. لأنها رأت أن صورتها لا يكتمل بهاءها ومحبتها لا يكتحل رونقها ودورها في الحياة لا تستمر مسيرته إلا بجوار هذا التنوع الفريد الذى لم تستشعر يوما خطورته.!!
حتى خرج علينا المتطرفون اليوم الذين رضعوا حليبا مسموما ليرددوا في قريه البيضاء التابعة لعامرية الإسكندرية أنهم لا يريدون كنيسه ..ويهتفون في شوارع مصر المحروسة التي آوى إليها كل مضطهد في التاريخ ومظلوم .. مش عايزين كنيسة ..
بالطول بالعرض ها نجيب الكنيسة الأرض…!!
والتساؤل .. وهل بنيت لهم … ؟
إن للكنائس شعب يريدها وهي حق له .. وإن هذه البلاد هي وطن الجميع وللجميع فيها الحقوق وعليهم الواجبات .. وكما يحق لعدة مسلمين بناء مسجد يحق لغيرهم بناء كنيسه في بلادهم وأرضهم التي منها خرجوا وفي ترابها ذابوا .. هذا إن كنا نود بناء دولة قانون لا دروة مجون ..!!
ومن هنا يجب أن نحاصر داعش في المهد قبل أن تجلب الخراب للوطن ,,, وبحد القانون وسلطة الحق وأن تعتبر الدولة مثل هذه الأعمال الطائفية التخريبية التي تتبناها ثقافات القطيعة السلفية إرهابا نوعيا ضد الأمن القومي للبلد فتقطع بالقانون حناجر مردديها وتقصف بالقانون رؤوس مروجيها بدء من المهرجين في الطرقات وانتهاء بالمشايخ الذين يردد سما يلوثون به الوحدة الوطنية ويضلون الألباب الذكية..! وإلا فإن الوطن الذى يفقد ضميره ,,, هو وطن ضرير لن ير يوما طريقه..
فليست الكنائس المصرية إلا بيتا للمحبة وحصنا للوطنية فلم يخرج منها يوما إرهابيا بحزام ناسف ولا سطرا في وجه الوطن يدعوا لفكر مخالف…!
وكم كانت عبر تاريخها جدارا حاجزا ضد كل تدخل خارجي أراد أن يعبث في ملفات الوحدة الوطنية ودفعت في سبيل ذلك ثمنا كبيرا وهي راضيه كونها ابنة الوطن وشعبها ملح الأرض وليست جاليه مهاجره كتلك التي تُقدم لها في الغرب بعض الأبنية الكنسية لتتخذها مساجد عملا بقيم المحبة والوفاء الذى يرصع أصل الديانة ويتحرك كطاقات من ضياء على ألسنه الكهنة وحفاظ الكتاب..
فأوقفوا الإرهاب وسدنته … قبل أن ينفك سطر الوطن وينزوي كتبته ..!
بقلم الكاتب والباحث/ علي عويس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق