تحدثت إحدى وكالات الأنباء مؤخرا عن حدث عجيب في إحدى مدن ألمانيا.
منذ عشر سنين، حكم على سيدة ألمانية بالسجن لسنوات كثيرة بسبب تهم عديدة وشنيعة. كان لهذه السيدة أربعة أطفال، وكان لها كذلك أُخت توأم تشبهها جدا. قررت تلك الأخت التوأم أن تأخذ مكان اختها، لتعطي أختها المحكوم عليها فرصة لتهتم في تربية أولادها الأربعة.
إتفقت الأختان على ذلك، وبالفعل دخلت الأخت البريئة الى السجن منتحلة شخصية تلك المحكوم عليها. ومرت الأعوام دون أن يشعر أحد بشيء. لكن، وبعد قضاء عشر سنين في السجن، ضاقت الحياة بتلك السجينة، ولم تعد تستطع الإحتمال، فقدمت نفسها لإدارة السجن واعترفت بكل شيء قائلة: لقد حاولت بكل جهدي لكنني لا أود أن أتحمل ذنب غيري، حتى ذنب أختي بعد الآن...
أخي وأختي، لقد جاء الرب يسوع الى العالم كي يحمل بنفسه خطايانا على الصليب. لم يكن مرغما بذلك، ولم يجبر... لكنه وضع نفسه... قال بفمه المبارك...وضع نفسه للصلب قائلا: ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا.
يظن البعض أن موت الرب يسوع كان قهرا عنه وبسبب مؤامرة بشعة إقتنصت ذلك الإنسان الوديع. أو يرى البعض في صلب المسيح إنتقام الفريسيين والكهنة والقادة اليهود ممن أشهرهم علنا موبخا إياهم على ريائهم وخطاياهم. لكن فاتهم جميعا أن الرب يسوع المسيح هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. لقد فاتهم ، أنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس... وأنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.
هل تساءلت يوما لما إحتمل الرب كل هذه الآلام؟ لمَ لم ينزل عن الصليب، مع أنه كان له كامل القدرة أن يفعل ذلك؟ لقد إحتمل الرب الصليب من أجلي ومن أجلك ومن أجل الملايين ومئات الملايين الذين نالوا الخلاص بالإيمان بموته الكفاري على صليب الجلجثة. لذلك لم ينزل عن الصليب...
أخي وأختي بعد مرور عشر سنين على إنتحال الأخت التوأم شخصية أختها، ضاقت الحياة بتلك السيدة الألمانية، وقررت أن لا تحمل ذنب أختها فيما بعد. إن كل واحد فينا مسؤول وحده عن ذنبه، وعن ذنبه وحده. إن كل إنسان يحمل ذنب نفسه، وكلٌ منا عمل الشر وأخطاء في وجه الله. من سيحمل ذنبك اليوم؟ لا تستطيع أن تتكل على نفسك أو على أي إنسان آخر. وحده الربيسوع هو الماحي ذنوبك... وحده دفع ثمنها على الصليب.
يقول الكتاب المقدس: وليس باحد غيره الخلاص. لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص. هذا هو يسوع، المخلص والفادي. فهل تقبل اليه بالإيمان، حتى يمنحك مغفرة الخطايا والحياة الأبدية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق