كثيرة وعظيمة هي الخيرات التي يمكنك أن تجنيها يا أخي المسيحي، إن كنت تدأب على حفظ وصايا الرب بغيرة ومحبة. ومن بين الخيرات الكثيرة، يمكننا أن نعدّد لك التالي:
أتريد أن تجد المسيح المعشوق، وأن تكون مع يسوع الحبيب والحلو؟
ما عليك إلا أن تجاهد كي تحفظ وصاياه، وتذوقها.
فأنت عندما تحفظ الوصايا، ستجد المسيح الذي أوصى بها.
"المسيح مُحتجب في وصاياه"
(كما يقول القديس مكاريوس في "الناموس الروحي")
أتريد أن تجني نعمة الروح القدس العقليّة والسماوية التي اخذتها سرياً في قلبك عندما اعتمدت؟
ما عليك إلا أن تجتهد في حفظ الوصايا بغيرة، فتنال النعمة وتذوقها، بكل تأكيد.
ان نعمة الروح القدس التي منحت لكل مسيحي، على نحو سريّ عندما اعتمد، تفعل، وتظهر، بحسب درجة العمل بوصايا الرب.
أما إذا عمل مثل هذا الإنسان على حفظ الوصايا قليلاً، فإن النعمة ستفعل فيه قليلاً أيضاً.
وكما أن شرارة النار تدفن داخل الرماد، لكننا نجدها عندما نرفعه عنها، هكذا، فكلما جعلنا على النار حطباً، كلما ازدادت النار اشتعالاً. وبالمثل، فالنعمة التي أعطيت لكل مسيحي في جرن المعمودية المقدسة، هي دفينة ومحتجبة في القلب، وضائعة بين ركام الأهواء وحطام الخطايا، لكن عندما يحفظ المسيحي وصايا المسيح، فإنه يتنقى من الأهواء، وتضطرم في قلبه نار النعمة الإلهية التي تنيره، فيستنير ويتألّه، وينادي بغيرة عظيمة مردداً الكلمات التي قالها لوقا وكلاوبا: "ألم يكن قلبنا مضطرماً فينا حين كان يكلّمنا؟" (لو 24).
لأننا أيها الأخوة سقطنا في الخطايا بعد المعمودية، وبالتالي دفنا نعمة الروح القدس التي أعطيت لنا في معموديتنا، من الضروري أن نبذل كل جهد لكي نستعيد تلك النعمة الأصلية التي توجد في الأعماق مدفونة تحت أهوائنا، مثل جمرة في وسط الرماد. يجب علينا أن نذري جمرة النعمة هذه لتكون شعلة جديدة في قلوبنا. ولكي نفعل ذلك، يجب علينا أن نزيل الأهواء من قلوبنا كما يزال الرماد من الموقد، ونستبدله بحطب الطاعة لوصايا الرب المعطية الحياة.
نستطيع أن ننفخ في الشرارة بتوبة قلبية صادقة وبترديد هذه الصلاة: "ياربي يسوع المسيح، ابن وكلمة الله، أرحمني". وعندما تمكث هذه الصلاة بشكل دائم في قلوبنا، تطهرنا من رماد الأهواء، وإذ تجد جمرة النعمة بالداخل تُشعل ناراً مدهشة وعجيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق