عدم الإيمان _الجزء الاول

. . ليست هناك تعليقات:
اقراء المزيد
أستطيع أن أضع بين يدي القارىء قائمة بالخطايا التي يمارسها المؤمنون. الا ان تلك التي سأتحدث عنها تفوق كل الخطايا في أهميتها – هذه الخطية هي عدم الايمان!. فهي أم كل الخطايا، وأود في البداية أن ألفت انتباه القارىء الى ان الصفحات القادمة لا تتحدث عن عدم ايمان الخطاة المتصلبين او الرافضين او اللاأدريين (من يعتقدون بان وجود الإله وطبيعته واصل الكون امور لا سبيل الى معرفتها) او الملحدين لان عدم ايمانهم لا يزعج الإله نهائياً، ولكن ما يغضب الإله اكثر من أي شيء اخر هو الشك المزعج وعدم ايمان من يدعون أنفسهم باسمه! وكذلك أولاده الذين يقولون أنا ليسوع ومع ذلك يحتفظون بالشك والخوف وعدم الايمان في قلوبهم فهم يحزنون قلبه أكثر من كل الاشخاص الآخرين.

آه لو نعرف كم يأخذ الإله خطيئة عدم الايمان على محمل الجد! فيهوذا يحذر الكنيسة بهذه الكلمات: "فأريد ان اذكركم ولو علمتم هذا مرة ان الرب بعدما خلص الشعب من أرض مصر أهلك ايضاً الذين لم يؤمنوا (يهوذا 5).

نرى هنا ان يهوذا يذكرهم بموقف الإله تجاه عدم الايمان ويقول لهم: "ها اني اذكركم بكره الإله الشديد لعدم الايمان المتفشي بين شعبه الذي خلصه ان الرب بعدما خلص الشعب.. أهلك ايضاً الذين لم يؤمنوا"!.

يا أحبائي، أرى ان الإله يدعوني في هذا الوقت لأذكر كنيسته بالأمر ذاته! فهذه الامور جميعها أصابتهم مثالاً وكتبت لانذارنا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور" (1كور11:10) فا للإله قد لا يهلك شعبه جسدياً في الوقت الحاضر كما كان يفعل في العهد القديم إلا أن دينونته على عدم ايماننا في هذه الايام هي دينونة روحية ولا تقل عن دينونة العهد القديم في شدتها! وبدلاً من ان يهلكنا الإله جسدياً اصبحنا الان نموت روحياً، فتكفيك نظرة واحدة في أيامنا هذه الى جموع المؤمنين المتشككين المتنازعين فيما بينهم والذين يعانون من الموت الروحي لترى صدق هذه الحقيقة. وبسبب تأرجحهم وترددهم وشكوكهم الدائمة فهم لا يتمتعون بفرح وسلام الرب ولم يعودوا متأسسين ومتأصلين فيه، لذلك امتلأت قلوبهم قساوة وعدم ايمان. وعدم الايمان مدمر في ايامنا هذه تماماً كما كان في السابق. فقد لا ترانا نتحول الى اعمدة من ملح، الا اننا نصبح غلاظ الرقاب، وقد لا ترى الارض تنشق فتبلعنا، الا ان متاعبنا واضطراباتنا ومشاكلنا العائلية هي التي تبلعنا، وقد لا تنصب علينا النيران وتهلكنا، الا ان حياتنا الروحية تتدمر.

نعم صحيح، فنحن لا نموت جسدياً الا ان هنالك اشياء أخرى بدواخلنا هي التي تموت فمحبنتنا تموت، شعورنا بالتبكيت يموت، ضمائرنا تموت، سلامنا يموت ورجاؤنا يموت. كل الاشياء التي تجعل مسيرتنا مع الرب يسوع جميلة وممتعة تموت بسبب خطية عدم الايمان.

يسبب لنا عدم الايمان الخوف من جميع انواع الخطايا، وقد دعا البيوريتانيون Puritans المتطهرون: (طائفة بروتستانتية ظهرت في انجلترا في القرنين السادس عشر والسابع عشر) تلك الخطايا بالخطايا القلبية وهي الخطايا المخبأة بدواخلنا، وبسبب عدم ايماننا تتولد لدينا الخشية من السقوط والعودة الى عادات كانت تسيطر علينا في الماضي كالشهوة والادمان والزنا والمقامرة والفسوق.

نجد الكثيرين في أيامنا هذه ممن هم مذنبون بأم الخطايا (عدم الايمان) وعلى الرغم من هذا فهم لا يخشونها.

نحن لا نأخذ عدم الايمان الذي نعاني منه على محمل الجد ونحيا حياتنا وكأن الإله يتغاضى عن هذه الخطية، ولذلك فهذه الخطية تعطي مجالاً لكل الخطايا الأخرى لتؤثر على أجسادنا وحياتنا الروحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة