عدم الايمان_الجزء الثالث

. . ليست هناك تعليقات:
اقراء المزيد
لقد امضى بنو اسرائيل أكثر من ثمان وثلاثين سنة وحدهم مع الإله، هل تتخيل ذلك؟ وكان ذلك يشبه اقامة اجتماعات يومية في الكنيسة. كان تابوت العهد في وسطهم، كانوا يقدمون ذبائح في كل يوم ويتقدمهم عمود النار ومعهم ذلك الواعظ الذي تحدث مع الإله وجهاً لوجه، ومع ذلك فقد كان الإله غاضباً عليهم – لقد أمات الرب جميعهم. لقد ماتوا جميعاً في البرية بسبب غضب الرب عليهم وذلك لان عدم الايمان والشك قد ملاهم يقول الكتاب عنهم: "وجميعهم أكلوا طعاماً واحداً روحياً وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً، لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1كو3:10-4). فبالرغم من كل تلك البركات والعطايا لم يكن عندهم ايمان لقد امضوا طيلة فترة حياتهم في جحيم من الخوف واليأس والشك كانوا قد صنعوه بأيديهم!

اعتقد ان غالبية المؤمنين في يومنا هذا يعيشون كعالات روحية. كثيرون لم يعودوا يرغبون بممارسة ايمانهم لسبب امور حدثت جعلت الشك في محبة الرب يساورهم. قد تكون احدى تلك الامور وفاة شخص عزيز على قلوبهم او حادث ازهق حياة مؤمن رائع احبوه، أو حتى مرض قاتل اودى بحياة طفل وديع محبوب رغم ان أبوا الطفل قد منحا كل ما يملكانه للرب.

كثيرون يقولون: أنا لا افهم هذا: كيف
أثق بالرب بينما لا افهم لماذا يسمح لامور كهذه ان تحدث؟ وفي الحقيقة ليس هناك من جواب بشري لحيرتهم وارتباكهم. واصبحوا مثل صهيون يشتكون "قد تركني الرب وسيدي نسيني" (أش14:49). ولكن الإله يعلم الجواب منذ البداية وفقط في السماء سنفهم لماذا عصفت بنا هذه الرياح وتقاذفتنا تلك الامواج ولماذا سمح الرب بكل هذه الاشياء. والجواب الذي نحتاجه في الوقت الحاضر يعطينا اياه النبي اشعياء: "هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها. حتى هؤلاء ينسين وانا لا انساك. هوذا على كفي نقشتك. أسوارك امامي دائماً. قد اسرع بنوك. هادموك ومخربوك منك يخرجون" (أش15:49-17).

كثيراً ما عجزت عن تفسير وفهم العديد من المصاعب والتجارب التي آلمت جسد الرب ولكن الإله يقول في كلمته: "انت إبني وعلى كفي نقشتك ثق بي".

دعني أحدثك عن علاج عدم الايمان

لقد بحثت وفتشت في كتبي ومراجعي عساي أجد علاجاً، وفعلاً وجدت عدة طرق "لعلاج" عدم الايمان، الا ان واحداً منها لم يلمس قلبي فطلبت من الرب شيئاً بسيطاً فأعطاني فكرتين بهما أستطيع نزع عدم الايمان من قلبي:

أولاً: تعال بكل قلقك وخوفك واحمالك الى الرب يسوع والقها على منكبيه!

"ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم" (1بط7:5).

أيها المحبوب هذه هي كلمة الرب الشخصية لك وهي دعوة وطلب موجه منه: ضع كل أثقالك علي ولا تحملها ساعة واحدة بعد ذلك، أنا اعتني بكل ما يحصل لك، وانا استحق ان تثق بي.

لقد دعاني احدهم قبل فترة ليست ببعيدة وكان في حالة ياس محتاجاً للتشجيع إلا انني في ذلك اليوم كنت منهمكاً جداً لحد لا يمكن معه تقديم المساعدة. فقد كنت خائر القوى بسبب عدة مشاكل لذا اجبت ذلك الرجل: "اسف ارجو ان تتصل في وقت لاحق فانا لا اقدر ان اقدم لك يد العون في الوقت الحاضر". ولكن اشكر الإله لان قواه لا تخور ولا ينهمك ابداً فمنكبيه يحملان أثقال كل ابن من أبنائه وهو يقول لنا: "الق على الرب همك فهو يعولك. لا يدع الصديق يتزعزع الى الابد" (مز22:55).

اقرأ قائمة احتياجاتك واتعابك وقل للرب "اسلمك هذا وذاك ايضاً. أسلمك هذا وذاك ايضاً. اسلمك هذا العبء.. هذه المشكلة.. أيضاً هذه العلاقة..." واقتنع تماماً بانه هو يعتني.

ثانياً: انطلق بايمان كامل معتمداً على كلمة الرب المكتوبة وخذ على عاتقك هذا التحدي بان تحيا بحسب كلمة الرب.

ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الإله (مت4:4) يتوجب عليك ان تملك الايمان لتقول سأحيا واموت طائعاً كلمة الرب.

أريد ان أسألك هذا السؤال: كيف لنا ان نثق بكلمة الرب التي تخبرنا عن خلاصنا الابدي وفي ذات الوقت ان لا نثق بكلمته فيما يخص احتياجاتنا اليومية ومشاكلنا؟ فنحن نؤمن بالرب في الجانب الصعب فلماذا لا نثق به انه قادر على ارشادنـــا ومنحنا الغلبة على الخطية. "والقادر ان يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم امام مجده بلا عيب في الابتهاج" (يهوذا 24) الإله في هذه الاية يقدم لنا وعداً فلنترك له ان يتولى حفظنا دون بذل الجهد مفكرين في كيفية عمل ذلك، فقط ثق في كلمته وصل ببساطة قائلاً: "ربي لقد وعدت بان تحفظني من السقوط لذا فاني أضع كل أيامي القادمة بين يديك متكلاً على وعدك ومن الان فصاعداً العمل عملك وليس عملي".

اذهب للرب وقل له إنني أبني كل حياتي عليك وسأحيا وأموت واضعاً كلمتك نصب عيني ومعولاً على وعودك الثمنية لي.

ومن الآن فصاعداً انت لن تحيا تحت الشعور بالذنب او الدينونة. لن تقلق ولن تضطرب ولن يقض مضجعك اي امر بل سترتاح وتنام ملء جفونك لانك تثق في وعود الرب لك.

أره انك تثق بكل كلمة من كلماته والرب يباركك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة