مفهوم الإيمان (١)

. . ليست هناك تعليقات:
القس متي بديع

كثيراً ما تختلط مفاهيم الإيمان و ما يعنيه و ما هو الفرق بين الإيمان و الدين،فلا يوجد إنسان يحيا علي الأرض بدون إيمان. لكن السؤال هو من أين نشأت بذرة الإيمان لدي الإنسان؟
مشكلة الانسان الحقيقية في الحياة هى البحث مابين ثلاثة ابعاد مبهمة بالنسبة إليه ألا وهي: الإله.. الطبيعة .. الانسان
• الإله.. من غير الممكن دراسته او تجربته فهو ليس موضوع للبحث ولايمكن ادراكه فمشكلة الالوهية من اعقد المشاكل الانسانية.
• اما الطبيعة.. فمجال دراستها هى العلوم المختلفة بشتي فروعها و إن كنا لا نستطيع إدراكها بالكامل حتي الآن.
• المشكلة الكبرى هى الانسان نفسه وهذا هو المجال الرئيسى للفلسفة التى تبحث عن ماهية الانسان .. ما الذى يمكن للانسان ان يعرفه ( المعرفة ) وما الذى ينبغى له ان يفعله ( الفعل ) وما الذى يستطيع ان يأمله ( المستقبل )،لذا فالانسان – كما يصفه الفلاسفة – هو مشروع وجود اكثر منه وجودا حقيقيا.
➢ الانسان هو ذلك الموجود المتناقض الذى يحمل فى داخله الفناء والخلود ، الموت والحياة ، الخير والشر ويبحث دائما عن هويته ، لذا فهو دائما الموجود المشكلالذى ليس بإله او شيطان وليس خالدا او فانيا وهو الموجود الوحيد الذى ليس بموضوعا من الموضوعات التى نعرفها من الخارج لكنه فى الوقت ذاته هو الموجود الوحيد الذى نعرفه ونصنعه فى الوقت نفسه من الداخل ، انها بداية الصراع الانسانى فى الحياة.
➢ الانسان هو ذلك الكائن الموجود الطبيعى الذى يعلو على الطبيعة ولا يكتفى بها بل دائما مايتطلع الى ماوراء الطبيعة لكى يسد مافى الطبيعة من نقصان ويؤكد لنفسه ان هناك فوقا اعلى تستند الطبيعة عليه فهو عكس الحيوان الذى يعتبر اداة تنفيذ لبرنامج حيوى ، فهو- اى الحيوان – والطبيعة متكافئان .
➢ الانسان يحاول باستمرار ترويض الطبيعة فهو الذى يعطى معانى للموجودات فالتكاثر يعبر عنده بفن الحب ،والعلاقة مع الاخر بفن التعامل .
➢ انه كائن غير مستقر يبحث دائما عن طبيعة اخرى ولايكتفى بما حوله .
➢ هو دائما فى حالة بحث مستمر لفهم اصل الاشياء ومبتغاها ، لديه احتياجات وتطلعات لا تتوقف وفى حالة اعادة تكيف دائم، فداخله ليس مستغرقا بتمامه فى الطبيعة الخارجية بل لديه دائما هوة تفصله عن العالم فحينما يحاول الانسان ان يروض الطبيعة فإنه فى الوقت نفسه يعلو فوقها نحو مصير يفوق الطبيعة لذا فالانسان دائما يسعى للوجود الاكبر والاشمل من الحياة التى يحياها فهو دائما ليس مستغرقا فى الواقع لكن لديه احتمالات وتصورات وخيال وتوقع وانتظار لما هو وراء الطبيعة .
➢ من هنا انشغل الانسان بالخروج دائما من ذاته (الانسان محبوس خارج ذاته) بما هو وراء الطبيعة واصبح شغله الشاغل بحث ماهية الوجود وعدم الرضاء بالسكون فى موضعه بل دائما يبغى التحرك للامام نحو هذا غير المحدود المطلق اللازمنى الكائن فوق الطبيعة الذى لايدركه بمحدوديته فلزم عليه ان يؤمن به اولا . من هنا نشأت بذرة الايمان داخل الانسان
مفهوم الإيمان
لكى نبحث عن نشأة بذرة الإيمان داخل الانسان لابد أن نفهم أولاً معنى كلمة الإيمان
❖ الإيمان هو مفهوم عام وشامل يعبر عنه بأنه معتقد موثق فى حقيقة اوقيمة ، شخص اوفكرة او شيئ ما ويتم التعبير عن هذا الايمان بممارسات منظمة تجاه هذا الشىء وهو ما يعبر عنه بالدين وسنتناول الان هذ المفهوم بشىء من التفصيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة