من هو المسيح-1

. . ليست هناك تعليقات:



اقراء المزيد
st-julius




ما المقصود بقولكم أن المسيح هو ابن الإله؟

ينبغي أنْ يكون واضحاً بأننا لسنا من يقول بأنَّ المسيح هو ابن الإله، فالذي يقول ذلك هو كلمة الإله المقدسة بعهديها القديم والجديد، فنحن لا نتبنى عقيدة بشرية أو ندافع عن مفهوم بلوَرَه العقل البشري.

قال سليمان الحكيم في حديثه مع الإله:

"من ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه وما اسم ابنه إنْ عرفت؟" (أمثال4:30)،

وقال النبي أشعياء متنبئاً عن المسيح الذي سيولد من عذراء:

"لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أشعياء6:9).

ويصوره النبي دانيال إلهاً يُسرع إلى نجدة ثلاثة فتية أُلقيَّ بهم في أتون النار من أجل اسمه، حينئذ تحيَّر نبوخذ نصر الملك وقام مسرعاً فأجاب وقال لمشيريه: "ألم نلق ثلاثة رجال موثقين في وسط النار؟ فأجابوا وقالوا للملك صحيح أيها الملك، أجاب وقال: ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة" (دانيال25:3)، وهذا غيض من فيض، فالعهد القديم يزخر بالآيات التي توضح طبيعة المسيح السماوية.

وعلى الرغم من أنَّ بنوة المسيح للإله حقيقة تفوق العقل البشري المخلوق المحدود، فإنَّ العهد الجديد أيضاً يوردها صراحة ودون أي استحياء أو محاولة للاعتذار، وقد جعل الإيمان بها أساس الخلاص من دينونة الإله "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن به قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الإله الوحيد" (يوحنا18:3)، غير أنَّ هذه الحقيقة ليست من النوع الذي يمكن التوصل إليه بالعقل البشري المجرد، حين سأل المسيح بطرس عما يعتقده فيه، أجاب "أنت المسيح ابن الإله الحي"، فأجاب يسوع وقال له: "طوبى لك يا سمعان ابن يونا، إنَّ لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السموات" (متى17:16)، لابد أنْ يكون هناك إعلان من الإله لكل إنسان حتى يفهم هذه الحقيقة ويقبلها، تول كلمة الإله أيضاَ: "وليس أحد يقدر أنْ يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (1 كورنثوس3:12)، إنَّ الأمور التي تفوق العقل هي التي تحتاج إلى إيمان، أما الأمور الأخرى فلا تحتاج إلا إلى الحسابات والتصديق المنطقي، لم يكن سهلاً على الناس حتى في زمن المسيح أنْ يقبلوا قوله عن نفسه بأنه ابن الإله الوحيد، تقول كلمة الإله "فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أنْ يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضاَ أنَّ الإله أبوه معادلاً نفسه بالإله" (يوحنا18:5)، ومن الملاحظ أنَّ نفس الروح التي كانت تحاول إثارة غضب الناس على هذا الحق الإلهي ما زالت فيهم حتى يومنا هذا.

لنحدد أولاً ما لا نقصده بقولنا أنَّ المسيح هو ابن الإله، فنحن



بالتأكيد لا نقصد أنه ابن بالتناسل، الإله لم يولد وهو لهذا لا يلد، يوضح لنا المسيح نفسه أنَّ "الإله روح" (يوحنا24:4)، فمن السخف والتجديف الاعتقاد بأنَّ له جسداً وأعضاء تناسلية للقيام بهذه العملية، ولهذا لا يمكن قبول القول بأنَّ ينجب ولداً من امرأة من البشر، ولقد قامت الكنيسة المسحية عبر العصور بمحاربة الفكرة الشيطانية التي تحاول النيل من سمو الإله وكماله، ولقد عُرفت هذه البدعة عن القائلين بالثالوث المريمي، والذين كانوا يقولون بوجود ثلاثة آلهة هم الإله ومريم والمسيح. إننا نؤمن ببنوة المسيح الروحية لا الجسدية للإله، فنحن نقول أنه ابن الإله، لا ولد الإله، لا نؤمن بأن بنوة المسيح للإله بنوة تاريخية محدثة، ولكننا نؤمن بأنها روحية أزلية أبدية، فالمسيح لم يُخلَق، ولم يكن هنالك وقت كان فيه المسيح غير موجود، تتحدث مثلاً كلمة الإله بلسان المسيح: "منذ وجوده (وجود الإله) أنا (المسيح) هناك" (أشعياء16:48)، كما تكلم النبي ميخا عن أزليته عندما تنبأ عن مولده في بيت لحم: "أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة لن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا2:5)، لقد كان الإله الآب أباً منذ الأزل، وهذا يعني أنَّ الابن يسوع المسيح كان ابناً له منذ الأزل. إذا أردت أن يكون لأبوة الإله الأزلية أي معنى، فوجود الآب متزامن مع وجود الابن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة