يؤمن الكثير من المسيحيين أن السيد المسيح قد يظهر من حين لآخر، تمامًا كما يتداول البعض الحديث عن ظهور السيدة مريم العذراء، ولكن ثار الجدل بشدة فى الأسبوع الماضى حول هذا الأمر بسبب فيديو متداول، تم تسجيله وعرضته إحدى القنوات المسيحية للقس مكارى يونان فى إحدى عظاته التى يلقيها يوم الجمعة من كل أسبوع فى الكنيسة المرقسية فى شارع كلوت بك بالإسكندرية، حيث ظهر فى الفيديو السيد المسيح إلى جانب مكارى.
وطعن الكثيرون فى صحة هذا الظهور، مؤكدين أنه عمل تم عن طريق المونتاج وبرامج معالجة الفيديو على الكمبيوتر، واصفين الأمر بأنه سهل للغاية. ودلل البعض على عدم صحة هذا الظهور عبر القول إن القس مكارى يونان له العديد من الموضوعات التى أثارت جدلًا سابقًا، وله تعاليم بعيدة عن الفكر الأرثوذكسى السليم، فضلا عن خلافه مع الانبا بيشوى، مطران دمياط.
وانتقد الانبا روفائيل، سكرتير المجمع المقدس، فى إحدى عظاته هذا الفيديو قائلا: إن «الجرى وراء الغيبيات لا يمت لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية». وأضاف: «أرجوكم تحققوا من الشىء قبل نشره أو التهليل له، وهذا الهوس لا يمجد الله، ولا يفيد الإيمان، بل بالعكس يعطى انطباعًا سلبيًا عن الأرثوذكسية، والآباء القديسون سلمونا إِيمَانًا وقورًا محترمًا، مشروحًا ومفهومًا ومعاشًا بتقوى حقيقية». وتابع: «إذا أردت أن تثّبت الأطفال فى الإيمان سلمهم الألحان، إذا أردت أن تقنع الملحد اشرح له بالعقل، إذا أردت أن ترد منحرفًا فى الإيمان أورد له الآيات، إذا أردت أن تقود الناس للفضيلة أحكى لهم عن سيرة الآباء.. وإذا أردت أن ترث الحياة تعال معى نقدم توبة جميلة عن كل الماضى الأثيم، فلن ينفعنا فى ذلك اليوم إلا توبتنا مع الإيمان المستقيم وخدمة الآخرين».
من جانبه يقول مينا أسعد، المتحدث باسم «حماة الإيمان» إن الفيديو الذى يظهر فيه السيد المسيح إلى جوار القس مكارى، ليس سوى حيلة مصنوعة ببرامج المونتاج ومعالجة الفيديو المعروفة للكثير من المتخصصين فى هذا المجال. وقال: «لماذا يظهر المسيحمع لوجو القناة؟ ويشترك القس فى تلك الخدعة ليعطى مصداقية زائفة لتعاليمه المضادة للكنيسة، والتى يروج لها؟».
وطالب أسعد المجمع المقدس بمحاكمة مكارى يونان ومراجعة أفكاره، وقال: «نحن جاهزون بملفات كاملة بكل أخطائه العقيدية، وأناشد شعب الكنيسة أن يتحلى بروح الإفراز لتقييم التعليم والمعجزات المزعومة لأن المسيح يقول: إن كثيرين سيعايرون بمعجزاتهم باسم المسيح، وهو سيرد عليهم إنهم فاعلو الإثم».
وكانت مواقع التواصل الاجتماعى هى الأخرى ساحة لتوجيه الانتقادات اللاذعة لفيديو القس مكارى، فكتبت سوزان فايق على صفحتها بموقع «فيس بوك»: «اختبروا الأرواح، وميزوا الصحيح، هل يظهر السيد المسيح لمن يطلب مجد ذاته؟ وهل يظهر ليؤيد ويعضد معارضًا بيتباهى أن جمهوره أكثر من معجبى عادل إمام؟ هل يناقض السيد المسيح نفسه؟! حاشا وألف حاشا أن يظهر لطاعن فى الآيات، ورافض صلوات الأجبية، أرجوكم لا تنساقوا خلف آيات كاذبة.. لو أراد السيد المسيح الظهور لظهر بذاته وسط الموجودين، فلن يظهر على شاشة أبدًا».
وفى مواجهة كل ذلك، أصدرت القناة القبطية، التى تمتلك حق بث عظة مكارى يونان من الكنيسة المرقسية بيانًا عن الحدث، بعدما انتشرت أخبار عن تركيبها للصورة لخداع المشاهدين، قالت فيه:
«تناقل الكثيرون موضوع ظهور المسيح فى اجتماع الأب مكارىيونان بالكثير من التشكيك، وهناك من قالوا إنه مونتاج! وفى هذا اتهام لقناة الكرمة أو للأب مكارى يونان، ولسنا من يفعل هذه الأشياء الصغيرة، وهل فكرت أن تسأل نفسك لماذا نفعل هذا؟ هل للشهرة؟ بالطبع لا فنحن معروفون بما يكفى، ولماذا الآن؟ بعد 10 سنوات من النزاهة، هل نخدعكم بعد هذا العمر؟! ولماذا نستخدم سيدة بسيطة من الصعيد لكى تفعل هذا؟ وما الفائدة من ذلك؟ لماذا لم تسألوها هي؟».
وأضافت القناة فى بيانها: «فى هذا اتهام لأبونا مكارى لأنه هو من نادى على السيدة، وأرادها أن تفعل هذا، فهل الأب مكارى سيرضى بالتزييف وهو رجل الله، الذى له تاريخه المشرف والمليئ بالمعجزات والآيات؟ وهو كل يوم فى الكنيسة يخدم المسيح بكل جرأة وشجاعة وأمانة؟!».
وهاجمت القناة منتقديها بشدة قائلة فى البيان: «دع الناس يقولون ما يريدون! فلو ظهر لهم المسيح نفسه لن يصدقوا، وكما قالالمسيح فى مثل لعازر: والغنى أنه لو قام لهم واحد من الأموات لن يصدقوا!».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق