ما لم ينشر فى لقاء الرئيس والبابا عن أحداث المنيا

. . ليست هناك تعليقات:


لقد جاء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسى بقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، فى توقيت مهم كانت أصوات الأقباط تتوجه بالعديد من التساؤلات حول موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من الأحداث الأخيرة التي شاهدتها محافظات المنيا وبني سويف من اعتداءات ممنهجة ضد الأقباط .

جاءت ردود الفعل حول هذا اللقاء تتسم بالتفاؤل الشديد ، والتأكيد أن الرئيس يدرك ما يحدث ويضم اهتمامه الأكبر لحماية الوطن من محاولات الانقسام والوقوف ضد من يحاول إشعال الفتنة الطائفية ، والتأكيد الأخر الذي رحب به المحللين هو أن لقاء الرئيس بالبابا والوفد المرافق له من أساقفة وأعضاء المجلس الملي يؤكد على مواطنة الأقباط ، وان الرئيس بهذا اللقاء أرسل برسالة واضحة لكل المصريين أن الأقباط هم جزء اصيل من هذا الوطن .

وبعيدا عن ما نشر بشأن اللقاء وهو جزء منه حول تأكيد الرئيس على رفض اى محاولات لتقسيم الوطن والتحدث عن التحديات التي تواجهها البلاد، ومحاولات البعض للنيل من وحدة المصريين والتي تحتاج للتوحد والتكاتف لمواجهتها ، فان الحوار تركز فى اغلبها الحديث عن الأحداث الأخيرة التي وقعت بالمنيا .

· انبا مكاريوس يتحدث


وتحدث الأنبا مكاريوس أسقف المنيا فى هذا اللقاء بشفافية واضحة مع الرئيس وشرح تداعيات الأحداث وموقف المسئولين منذ أحداث قرية الكرم وتجريد السيدة المسنة ، وأحداث كوم اللوفى وأبو ايعقوب ، وفكرة استخدام الجلسات العرفية التي تهدر الحق القانون ، واخذ الأنبا مكاريوس الوقت الأكبر فى شرح ما تعانيه محافظة المنيا بالتحديد وما تحتاجه من اجل القضاء على مثل هذه الأحداث ورشتة العلاج .

كما تحدث الأنبا بولا أسقف طنطا والمسئول عن قانون بناء الكنائس من قبل البابا ، عن أخر ما وصلت له مسودة القانون وبعض المواد التي اعترضت عليها الكنيسة ولم تأخذ وزارة شؤون مجلس النواب بالتعديلات التي قدمت لها ، وان استمرار هذه البنود لن يحل الأزمة بل ربما يزيد من تعقيدها ، كما شرح الأنبا بولا الموقف من قانون الأحوال لشخصية الموحد للمسيحيين وما وصلت إليه الكنائس من مناقشات .

· القانون

وتطرق العديد من الأساقفة مثل الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس والأنبا بيمن رئيس لجنة الأزمات بالمجمع ، إلى خطورة التقصير فى تطبيق القانون والحديث عن بعض الإجراءات التعسفية التي تحدث ضد الأقباط بشأن الكنائس وتفعيل القانون ، والتأكيد على ما دعا له الرئيس دائما فى كل مناسبة بشأن تجديد الخطاب الديني ونشر الوعي ، وسبل الحلول الأخرى مثل التنمية فى المناطق الفقيرة .

· الرئيس يحسم

وجاء رد الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد الاستماع لكافة الأزمات ،بضرورة تفعيل وإعلاء دولة القانون ، والحديث عن أهم التحديات التي تواجه البلاد فى الوقت الحالي ، وان القانون هو أساس الحكم لكل المصريين دون تمييز .

كما حسم الرئيس الخلافات حول مسوده قانون بناء الكنائس ،بالموافقة على التعديلات المقترحة ، لإنهاء أزمة القانون خلال الأيام المقبلة لسرعة إصداره كجزء من حل أزمة الأحداث الطائفية التي تفجرت بشأن بناء أو ترميم كنيسة .

لاشك أن اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة وربع الساعة لقي راحة كبيرة لدى قداسة البابا والوفد المرافق له ، وقدم البابا شكره للرئيس على الدعوة للقائه، مؤكدا ثقته في حسن إدارة الرئيس لشئون البلاد ورؤيته للنهوض بمصر، والتي عرضها خلال الجلسة، والتي لاقت استحسان البابا وأعضاء الوفد.

· تفاؤل البابا

وخرج البابا والوفد المرافق له بحالة مرضية لعرض كافة الأمور بشفافية فى إطار وطني ، وعرض هموم المصريين المسيحيين على مائدة الرئيس لتكون محل اهتمامه ، وزاد سعادة الأقباط بتغيير مدير امن المنيا اللواء رضا طبلية عقب لقاء الرئيس كان بمثابة حمل ثقيل بعد ان ثبت فشله فى إدارة الأزمات ومن المتوقع ايضا تغيير محافظ المنيا اللواء طارق نصر فى حركة تعديلات خلال الساعات المقبلة ، كما ستشمل الحركة تغيير كبير فى القيادات الأمنية لرؤساء المباحث والأقسام بالمنيا لاسيما فى مركز ابوقرقاص والمنيا وسمالوط ومغاغة .

قاء الرئيس بقداسة البابا جاء فى لحظة فارقه لتطفئ نيران وغضب المصريين عامة والأقباط خاصة ، بعد أن شعروا فى لحظه باليأس فى ظل صمت مؤسسة الرئاسة عن هذه الأحداث ، ليؤكد الرئيس مجددا اهتمامه بكل المصريين وانه رئيسا لكل المصريين .

ورغم محاولات البعض التهوين من هذا اللقاء وإنها مجرد جلسة للتهدئة لاسيما بعد دعوة مصريين بالخارج للتظاهر للاحتجاج على ما يتعرض له الأقباط من اعتداءات ، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن الرئيس يدرك تماما حجم استخدام الدين بشكل سيء على الوطن ، فى وقت تنهار فيها دول مجاورة وتحولت إلى حروب أهلية تحت لواء الدين ، ولذا جاء حديث الرئيس بشفافية حول التحديات التي تواجه البلاد فى هذه الفترة والتي تحتاج إلى جهود وتكاتف جميع المصريين وتحذيره مستمر فى كل مناسبة من خطورة استغلال الدين كأداة للتفريق بين أبناء الوطن الواحد أو كسلاح لجذب العناصر التي يمكن استقطابها إلى الجماعات المتطرفة والتأكيد على ضرورة النهوض بالتعليم والثقافة كطريق لترسيخ قيم المواطنة والمساواة بين المواطنين .

“التحلي بالصبر “

علينا التحلي بالصبر ومتابعة نتائج هذا اللقاء الذي كان بمثابة انفراجة للكنيسة لكي تتحدث صراحة عن كافة مشكلات الوطن ومنها مشكلات الأقباط وهم جزء حقيقي من الوطن ، وان ننتظر لمتابعة التغيرات الأمنية والقيادات التنفيذية لأنه فى اعتقادي أن الوطن لا يتحمل مزيد من الأحداث فى وجود جماعات إرهابية وأفكار داعشية تريد تحريك غضب الكتلة القبطية وفى نفس الوقت أحداث خلل فى المنظومة الاجتماعية ورصيد العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد الذي ظهر معدنه الحقيقة فى ملحمة ثورة 30 يونيو التي أسقطت جماعة الإرهاب الاخوانية ، وان ظل لتيار السلفي شوكة فى ظهر المواطنة ، ولكن تطبيق القانون وعقاب الجاني والسيطرة على منابر الدين التي تبث سمومه هو الحل لإعادة هذا التيار المتشدد إلى جحره .

نقلا عن وطنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة