راهبة تقيٌّة جداً عاشقة للصلوات الكنسيّة والتسابيح والألحان القبطية، حياتها كلها مرتبطة أشد الارتباط بالمذبح والمنجلية.
من أسرة كهنوتية أصيلة، اخوها المتنيح القديس الراهب يسطس الأنبا بولا وأخوها الثاني القمص أرسانيوس (نجع حمادي)، كل حياتهم مصبوغة بالتسبيح والتهليل والصداقة القريبة جداً من القديسين.
راهبة في قمة الطيبة و نقاوة الطفولة البريئة، جميلة وباذلة وخادمة، كانت تحب القديس أثناسيوس الرسولي جداً وحملت اسمه في رهبنتها.
كانت دائمة التشجيع لنا في خدمتنا بمدرسة القديس أثناسيوس الرسولي للشمامسة منذ سنوات طويلة، وقد عرفناها عن قُرب شديد وحضرنا معها صلوات كثيرة وتسابيح وقداسات، وكانت في قمة فرحها حينما تسمع الألحان تُصلى في الكنيسة، في الكنيسة تقف متهللة وفي قمة الفرح لا تريد أن تُنهي الصلوات على الاطلاق، كنا نشعر انها لا تريد أن تفارق الكنيسة، فهذا هو موضع راحتها الأبدي.
اتصلت بنا منذ أيام قليلة وقالت اخبار الألحان ايه؟ نفسي أصلي معكم، تعالوا الدير في الرسل، نصلي تسبحة وقداس .. هذه كانت كل فرحتها ..
اختارها عريسها المسيح اليوم لتسكن في دياره إلى الأبد وقد صارت شهيدة طاهرة وشاهدة لمجد إسمه القدوس، دمها يصرخ إلى الثالوث القدوس لكي يرحم العالم من تفاقم قوى الشر والإرهاب والإباحية، لكي يغفر للخطاة وينقذهم من فسادهم.
دمها الذي سُفِكَ يُنعِش الكنيسة ويجدد حيويتها..
دمها يحمل رسالة قصيرة لكل البنات قائلاً : " أحببن الطهارة لكي تصِرنَ بنات للقديسة مريم "
ويحمل رسالة للإكليروس والشمامسة قائلاً: " اضرموا نار محبتكم للكنيسة بكل ليتورچياتها وافرحوا بها، لأن الرب في وسطها وهو يفرح بكم"
ويحمل رسالة لكل شعب الكنيسة قائلاً: " اليوم ان سمعتم صوته، فلا تُقسوا قلوبكم "
ويحمل رسالة لمن قتلوها قائلاً: "الله يغفر لكم ويفتقدكم برحمته حتى تصيروا اولاده وتحيوا في نور الثالوث إلى الأبد "
وهكذا مضت الى المسيح مع فرحة عشية ٢٩ قبطي في تذكار البشارة والميلاد والقيامة، لتحتفل هناك بالعيد الأبدي الذي لا ينقطع، حيث الساكن في نورٍ لا يدنى منه ..نور الثالوث القدوس
نياحاً لروحها النقية الطاهرة، اشفعي فينا يا عروس المسيح أثناسيا الراهبة المُختارة لكي يغفر لنا خطايانا.
مدرسة القديس أثناسيوس الرسولي للشمامسة بمدينة نصر
(نقلا عن صفحة مدرسة القديس البابا اثناسيوس الرسولي للشمامسة بمدينة نصر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق