و يذكر لنا ا.د احمد عكاشة..ان المرض النفسى و العقلى عرف بصور مختلفة منذ قديم الزمان,, غير انه لم تجر ايه محاولات لدراسته الا قريبا,,إذ تكتنف هذة الدراسة صعوبة لطبيعة المرض المعقدة,, او لعدم اهتمام الطب به و للتحيز العام ضده
اما عن تاريخ تطور المرض النفسى:
بدأت الاشارة الى المرض العقلى منذ العصر الفرعونى فقد احتوت البرديات الفرعونية على بعض الاعراض و المحاولات العلاجية لبعض الاضطرابات النفسية كبردية كاهون التى تناولت الهستريا,, و بردية ابيرز التى ذكرت علاجات للاكتئاب
و فى عصر الاغريق مان ينصح بألا يظهر المصاب بالمرض العقلى فى الطرقات بل يقوم اقاربه بملاحظته بالمنزل و اذا لم يلتزموا بذلك يدفعون غرامة
ثم دعا احد علماء الاغريق لعلاج تلك الاضطرابات,,احيانا بالتجويع و التقييد بالاغلال,,و الجلد بالسياط ,و استخدام الفصد و مكمدات الافيون و البنج,,اما مريض الاكتئاب حرصوا على ضرورة القيام بكل ما يسليه و علاجه بالموسيقى و الرياضة و ابعاده عن المثيرات المؤلمة
و فى تلك العصور كان الصرع من اشهر الامراض و يطلق عليه المرض المقدس,, و من يصاب به يظن انه شخص مبارك,,الا ان ابقراط اعترض و اكد انه مرض عقلى كباقى الامراض الاخرى,, و جرت العادة على تردد المرض العقليين على المعابد الالهه
و كان يترك العلاج لرجال الدين فشاعت الخرافات عن فاعليه السحر فى العلاج,,و ان سبب تلك الامراض الارواح الشريرة.. وغيرها من الخزعبلات.. و تم انشاء اماكن لحجز المصابين و كان يتم التعامل معهم بقسوة كالتعذيب فى الغلايات و الدوران الشديد,,و التقييد بالاغلال لسنوات..الى ان شيدت اول مستشفى عقلى فى العالم ببغداد 705م
و شهد الطب النفسى نهضة بالغه بدءا من القرن العشرين فى ظلال القرن الحادى و العشرون و بالرغم من كل ما نشهده من ثورا تقدمية فى شتى المجالات و لكن مازالت النظرة للمرض النفسى محصورة فى قالب الرفض و عدم القبول, و دائما نجد الوصمة الاجتماعية تلاحق المرضى النفسيين,, فياليتنا ان يكون لنا الوعى و القبول الكامل بأن نتعامل مع المرض النفسى كما العضوى
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
منقول من الاهرام الكندى