“السلفيون” يحرقون شجرة عيد الميلاد؟!

.





كتبت/ أمنية فؤاد
لا يتوقف أتباع الوهابية السعودية، أو من يسمون أنفسهم “سلفيين” عن نشر الفتنة الطائفية، وإشاعة أجواء من التشدد والمصادرة على كل شىء في مصر، وباسم الدين تنفذ المؤامرات السعودية بأياد عملائهم المأجورين.

هكذا يتحرك عملاء السعودية فى مصر، حيث يطلقون فتاواهم فى كل مجال وشأن، متناسين حديث الرسول الذى يقول فيه: “إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق”، وقوله أيضًا: “إن الدين يُسر، ولن يُشادّ الدين أحدٌ إلا غلبَه”، ولكن أتباع الوهابية السعودية الذين طعنوا القرآن والحديث وخالفوا النص القرآنى في ظاهره وباطنه، وعلى العكس من الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفرضون تعاليم السعودية معتبرين اياها أكثر ثقة من الاسلام، فيوغلون في الدين بقسوة وعنف، ويرونه عسرًا وإعسارًا فيشاددونه ويشاددون المؤمنين به، ما يُسفر عن دوران ماكيناتهم الارهابية الدموية على عقول المسلمين ولحومهم، لتستمر فى دورانها منتجة مزيدًا من البغض والتطرف والفتنة ونشر الكره والإكراه.

خلال الأيام الأخيرة، انتشرت فتاوى الكراهية ضد الأقباط قبل حلول “الكريسماس” واحتفالات رأس السنة، إذ أفتى عدد من عملاء الوهابية السعودية بحرمة تهنئة الأقباط بأعيادهم ومناسباتهم الدينية المختلفة، معتبرين الإفتاء بغير ذلك أشد حرمة من شُرب الخمر وفعل المنكرات والفواحش، فى الوقت الذى رد فيه علماء أزهريون وأعضاء فى مجمع البحوث الإسلامية على هذه الآراء المتشددة الصادرة عن “السلفيين” على اختلافهم، مؤكدين أنه لا يوجد ما يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ومستنكرين مثل هذه الفتاوى الشاذة، التى رأوا أنها تدعو للفتنة وإثارة البلبلة.

آخر حلقة فى مسلسل الفتاوى الوهابية السعودية المتطرفة، فتوى الوهابي التكفيري محمود لطفى عامر، بحرمانية تهنئة الأقباط فى أعياد الميلاد، معتبرًا من يقول بغير هذا الرأى آثم، مخالفًا بذلك كل فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية فى هذا الشأن، لتكون مرجعيته الأولى والأخيرة هي مشايخ الوهابية في السعودية.

وقال “عامر” فى فتواه: “تهنئة النصارى بأعيادهم حرام حرام حرام، والإفتاء بالجواز أشد حرمة، لأننا فى دولة مسلمة توحد الله وتعبده وحده، وتحترم رسول الله رب العالمين وخاتم النبيين، ومن يفتى بغير ذلك وهو غير مكره فهو خائن لله ولرسوله وللمسلمين، بل خائن للنصارى أنفسهم، لأنه يضللهم ويريد هلاكهم وخلودهم فى النار”، على حد قوله.

وتابع الوهابي التكفيري المعروف بآرائه المتطرفة، قائلاً: “من أظهر من المسلمين مظهرًا من مظاهر الاحتفال بأعياد النصارى، كشراء ما يسمى بشجرة الكريسماس، أو تبادل التهنئة بهذه المناسبات الشركية، ولو بين المسلمين وبعضهم، فهو آثم، والفتيا بجواز ذلك أشد إثمًا، يا موحدين استحوا واحترموا أنفسكم وعظّموا ربكم وقدّروا رسولكم والتزموا هديه تفلحوا، فتعلموا هديه ولا تأخذوا دينكم ممن باعوه بعرض من أعراض الدنيا”، زاعمًا أن من يفتى بغير ما يقوله يخالف صحيح الدين، ومستطردًا: “احذروا يا مسلمين من مشايخ وكتاب يقدمون لكم دينًا جديدًا، خليطًا ما بين التوحيد والتثليث والشرك والكفر والإيمان، يقدمون لكم إسلامًا بمفاهيم غير المسلمين، ويضللونكم بالربط بين هذا الحق المبين وبين الارهاب، إذ لا علاقة للإرهاب بما أقول”.

الفتوى الوهابية الشاذة التي أطلقها “لطفى عامر”، جاءت بعد أيام قليلة من فتوى أصدرها الوهابي سامح عبد الحميد، الذي أفتى فيها بتحريم شراء ملابس “بابا نويل” فى الكريسماس، وقال “عبد الحميد” فى فتواه: “يجوز تهنئة النصارى بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، والكريسماس من جملة شعائرهم الدينية، والمشاركة فيه هى مشاركة لهم فى شعائر دينهم، ولا ريب أن ذلك حرام ومنكر عظيم”.

الغريب أن كل تلك الفتاوى صدرت بعد فتوى أطلقها الوهابي السعودي الارهابي محمد العريفي، والذي كشفت تقارير مختلفة أنه الراعي الرسمي المكلف من قبل النظام السعودي للاشراف على نشاط “السلفيين” في مصر”، حيث قال الوهابي السعودي محمد العريفى، على حسابه على موقع التغريدات القصيرة “تويتر”، عبر 11 تغريدة، عرض فيها حكم التعامل مع المسيحيين فى عيد الكريسماس ورأس السنة من وجهة نظره، موجهًا تلك الفتاوى إلى اتباعه وعملاء الوهابية السعودية في كل مكان ومنها مصر، مؤكّدا من خلالها عدم جواز تقبل الهدايا ولا إهدائها وتبادلها مع المسيحيين، كما منع امتلاك أو صنع شجرة عيد الميلاد، مؤكّدا أنها رمز دينى مثل الصليب.

مسلسل الفتاوى الوهابية السعودية الشاذة والمستفزة، يواصل عملاء النظام السعودي نقلها في مصر، حيث قال نائب تنظيم “الدعوة السلفية” الوهابي ياسر برهامى: “إن التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة أشرّ من شرب الخمر وفعل الفواحش”، مضيفًا فى فتوى له بأحد الدروس الوعظية للمجموعات السلفية التابعة له: “التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة أشرّ من شرب الخبر وفعل المنكرات، والملتحون الذين يهنئون الأقباط ليسوا منّا، فليس كل ملتحٍ يُحمل على الدعوة السلفية”.

وردا على عملاء السعودية من أتباع الوهابية، قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، موجها رسالة للوهابي محمود لطفى عامر: “أنت لست وصيًّا على العلماء كى تقول لهم أفتوا بذلك أو لا تفتوا به”، موضّحا أن فتواه بشأن تحريم تهنئة المسيحيين فى الكريسماس مختلة، وأن الإسلام لم يمنع تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، ولا مانع من إهداء الأطعمة والمشروبات وتبادلها بين المسلمين والمسيحيين فى الأعياد والمناسبات المختلفة، من باب تأليف القلوب.

وأضاف الشيخ أحمد البهى: “الإسلام أقر بجواز تهنئة غير المسلم فى عيده، خاصة لو كان هذا الشخص قد هنأ المسلم فى عيده، كما يجوز التهادى بينهم فى الأعياد، ما دامت هذه الهدايا مباحة كعادة المصريين المسلمين والمسيحيين فى أعياد كلٍ منهم”.

وحول فتاوى الوهابية السعودية التكفيرية، قال النائب شكرى الجندى، عضو لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن الرسول صل الله عليه وسلم حثّنا على تهنئة الأقباط ومودتهم، ولم يُحرّم تهنئتهم بالأعياد، وأضاف عضو اللجنة الدينية بالبرلمان، أنه من جانب الدين والأخلاق فإن تهنئة الأقباط فى جميع مناسباتهم وتعازيهم، وفى أى قرحة أو مصاب لديهم، أمر ضرورى.

وفى السياق ذاته، رد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على فتاوى الوهابية السعودية، قائلا: “الإسلام لم يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، بل دعا إلى البر والتراحم معهم، ومثل هذه الفتاوى من شأنها نشر الفتن وإثارة البلبلة فى أوساط الرأى العام المصرى خلال الفترة المقبلة”.

وطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية بمحاسبة أصحاب الفتاوى الوهابية السعودية التكفيرية لمنع إثارة أى فتن، أو تشويه الإسلام بمثل تلك الفتاوى الشاذة، مشيرًا إلى أن الفتوى فى تلك المسائل يجب الرجوع فيها للأزهر فقط، وعلى من يحرّم مثل هذه التهنئة الخروج بدليل قاطع، موضّحا أن الأصل فى الإسلام هو الإباحة، إلا ما ورد بدليل قطعى يثبت الحرمانية.

جدير بالذكر، أن دار الإفتاء المصرية قالت مؤخّرًا، فى بيان صادر عنها، إنه يجب علينا كأبناء وطن واحد أن يهنئ بعضنا بعضًا فى مناسباتنا وأعيادنا المختلفة، وأن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية، ونبذ الشقاق والخلاف، حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه الإيمان وعماده العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.

منقول مصر تايمز

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة