واجرى فريق من العلماء الايطاليين سلسلة من التجارب المتطورة التي يقولون انها تبين ان الصورة التي طبعها جسد المسيح على ما يفترض ، ما كان ليمكن تزويرها بالتكنولوجيا التي كانت متاحة في القرون الوسطى.
وستكون نتيجة هذه الدراسة هدية مبكرة بمناسبة عيد الميلاد للمؤمنين الذين يعتقدون ان قطعة القماش هي حقا كفن المسيح ولكنها ستقابل بالشك على الأرجح من جانب اولئك الذين يرتابون في ان تاريخ قطعة القماش الحائلة التي يزيد طولها على 4 امتار ، يعود الى يوم صُلب المسيح قبل 2000 سنة.
وكان المشككون ذهبوا منذ زمن طويل الى ان الكفن عمل مزور من زمن القرون الوسطى وبدا ان الاختبارات الإشعاعية ـ الكاربونية التي أُجريت في اوكسفورد وزوريخ واريزونا تدعم نظرية التزوير مشيرة الى ان تاريخ قطعة القماش يعود الى الفترة الواقعة بين 1260 و1390. ولكن هذه الاختبارات تعرضت للطعن على اساس انها اختبارات لاغية بسبب التلوث الناجم عن الياف القماش الذي استُخدم لتصليح الأثر عندما أُصيب بضرر في حريق نشب في القرون الوسطى.
وتأتي الدراسة الجديدة لتضيف علامة استفهام جديدة الى اللغز الذي حيَّر العلماء منذ قرون وأوجد صناعة كاملة من الأبحاث والكتب والأعمال الوثائقية. وخلص خبراء من الوكالة الايطالية للتكنولوجيات الجديدة والطاقة والتنمية المستدامة الى ان الصورة المزدوجة (من الأمام والخلف) التي طُبعت على قماشة كفن تورينو بحيث تبدو بالكاد مرئية ، لرجل معذَّب ومصلوب ، تحمل العديد من السمات الفيزيائية والكيمياوية المتميزة بحيث يتعذر تصنيعها في مختبر.
وتركز عمل الخبراء على تحديد العمليات الفيزيائية والكيمياوية القادرة على انتاج لون مماثل للون الصورة المطبوعة على الكفن. وتوصلوا الى ان بلوغ الدرجة نفسها من اللون والنسيج وعمق الآثار الموجودة على القماشة لا يمكن انتاجها إلا بمساعدة أشعة ليزر فوق بنفسجية وهي تكنولوجيا بالطبع لم تكن معروفة في القرون الوسطى.
وكتب فريق العلماء في تقريرهم انهم لم يتوصلوا الى نتيجة قاطعة بل يبنون قطع لغز علمي مثير ومعقد. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن رئيس الفريق باولو دي لازارو انه عندما يجري الحديث عن ومضة قادرة على تلوين قطعة من الكتان كما في حالة الكفن فان النقاش لا بد ان يتناول قضايا مثل المعجزة والانبعاث ولكن فريق العلماء لم يكن معنيا إلا بعمليات علمية يمكن التحقق منها. واعرب دي لازارو عن الأمل بأن "تفتح نتائج الدراسة نقاشا فلسفيا ولاهوتيا مع ترك الخلاصات للخبراء وبالتالي لضمير الأفراد أنفسهم".
ويسند البحث الذي أُجري في مختبرات بلدة فراسكاتي القريبة من روما النتيجة التي توصلت اليها اختبارات اجراها فريق من 31 عالما اميركيا خلال الفترة الواقعة بين 1978 و1981.
واجرى العلماء الذين اطلقوا على عملهم "مشروع البحث في كفن تورينو" 120 ساعة من الاختبارات بالأشعة السينية وفوق البنفسجية على قماشة الكتان. وفي النهاية توصلوا الى ان الآثار لم تكن نتيجة استخدام اصباغ أو الوان وان الصورة لم تكون من صنع فنان ولكنها في الوقت نفسه عصية على التفسير بالطرق العلمية الحديثة. وخلص الفريق الاميركي الذي ضم فيزيائيين نووين وكيمياويين حراريين وفيزيائيين حياتيين واطباء مختصين بجمع الأدلة الجنائية الى "ان الصورة لغز ما زال مستمرا".
ويبدو ان الكفن الذي يعتبر من أهم الآثار المسيحية واكثرها احتراما يبصم على قماشته ملامح أو صورة رجل ملتح ، طويل الشعر يحمل جسمه جروحا تتوافق مع عملية الصلب.
ويستدرج الكفن سنويا ملايين الزوار الى كاتدرائية تورينو حيث يُحفظ في صندوق ذي تصميم خاص ومكيف.
ولم يتمكن العلماء قط من تفسير الأثر الذي تركته على قطعة القماش صورة رجل يحمل جسده آثار مسامير دُقت في رسغيه وقدميه ووخزات الشوك على جبهته وجرح رمح في صدره.
ولم يقل الفاتيكان ذات يوم ما إذا كان يعتقد ان الكفن حقيقي أو لا رغم ان البابا بندكتوس السادس عشر قال ان الصورة الغامضة المطبوعة على القماشة "تذكرنا دائما" بآلام المسيح.
ايلاف