رسالة امان الي البطريرك بنيامين الاول

. . ليست هناك تعليقات:



" فليأت الشيخ والبطريرك أمنا على نفسه وعل القبط الذين بأرض مصر والذين في سواها ولا ينالهم أذى ولا تتخفر لهم ذمة "

تلك الرسالة التي كتبها عمر بن العاص نقلا عن كتاب ابى صالح نخلة
وهكذا يكاد يكون كالنص المذكور في الموضوع السابق(البطريرك بنيامين وكتاب الامان من عمر بن العاص)
في معناه ولو أنه ليس في مثل دقة النص الذي أورده ساويرس بن المقفع "أسقف ومؤرخ قبطي للاشمونين " السابق له في التاريخ
لمعرفة المزيد عن ساويروس بن المقفع هنا

مدة هروب البطريك خارج المقر البابوي الإسكندرية 

الجدير بالذكر ان البطريك لم يخرج من منفاه بصعيد مصر ولم يظهر على سطح الاحداث الا بعد ثلاث سنوات من خطاب الأمان الذي اقره عمر بن العاص .... قد يكون عدم معرفة مكان البطريك هو سبب تأخير ظهوره
قد يكون سبب التأخير الاعتقاد بأنها خدعة مثل ما حدث قبلها بعدة أعوام عندما كتب الملك خسرو ملك الفرس سنة ٦١٧ م.الى البطريك أندرونيكوس (البابا ٣٧) رسالة امان أيضا لكسب ود الشعب القبطي ضد الروم او انه رأي في الفتح مجرد محتل جديد يشبه الروم في فكرة استغلال ثروات البلاد
وبذلك تكون مدة غياب وهروب البابا بنيامين بين اديرة الصعيد ثلاثة عشر عاما منها عشرة أعوام في حكم هرقل وثلاثة في حكم المسلمين

ماذا حدث للبطريك بنيامين بعد ظهوره مجددا.

ولم يلبث عهد الأمان أن بلغ بنيامين فعاد من مخبئه ودخل الى الإسكندرية دخول الظافر، وفرح الناس برجوعه فرحا عظيما بعد ان بلغت مدة غيابه ثلاثة عشر عاما منذ هجرة مقره وهروبه الى الصحراء الغربية ومن هذه المدة عشر سنين وقع فيها الاضطهاد الأكبر في عهد " قيرس " البطريك الملكاني والثلاثة الباقية كانت في مدة حكم المسلمين لقاء البطريك بنيامين مع عمر بن العاص

ولما بلغ عمر بن العاص ظهور بنيامين أمر بإحضاره إليه وأمر بأن يقابل بما يليق به من الترحاب والتكريم
وكان بنيامين ذا هيئة جميلة تلوح عليه صفة الوقار والجلال وكان عذب المنطق في تؤدة ورزانة فكان لذلك أثر عظيم في نفس عمرو حتى قال لأصحابه " انى لم أرى يوما في بلد من البلاد التي فتحها الله علينا رجلا مثل هذا بين رجال الدين
وقد قيل ان بنيامين قال عند ذلك خطبة جليلة ولا شك ان عمرو لم يفهم من ذلك حرفا ولكنه عندما عرف ما بقصده وفهم مراميه أحسن تلقيها وقبولها وجعل له ولاية أمر دينهم

نشاط البابا بنيامين وإصلاح اديرة الصحراء
يذكر ساويرس بن المقفع وهو راهب تخصص في تأريخ أيام الكنيسة فقط والاحداث التاريخية التي تتعلق بالكنيسة
وكان هم بنيامين في أول الامر أن " يقدح فكره ليلا ونهارا في أمر رعيته وإرجاع من ضل منهم في أيام هرقل وقيرس ولما أتم له جمع قومه ولم شعثهم اتجهت همته الى اصلاح ما تهدم من الاديرة ولا سيما ما كان منها في وادي النطرون وقد لحقها من التخريب في أوائل القرن السابع ما لم تعد معه الى سابق عهدها واستطاع بنيامين أن يجد ما يلزم الإصلاح من مال ثم أتمه على ما أراد



اخبار الكنيسة كما يذكرها ساويرس بن المقفع 

وقد وصف ساويرس ما يتصل بهذا الامر من حوادث وصفا شائقا فقال ان جماعة من الرهبان وفدوا الى الإسكندرية حتى دخلوا الى كنيسة باب الملائكة وكان بنيامين عند ذلك يصلي بالناس صلاة عيد الميلاد فطلبوا ان يذهب معهم ليبارك الكنيسة الجديدة التي بنيت في الصحراء وهي كنيسة القديس مقاريوس فأجابهم وسافر معهم حتى بلغ دير البراموس وذهب بعد ذلك لزيارة اديرة أخرى
وجاء في اليوم الثاني من شهر يناير الى دير مقاريوس فلقيه هناك المعلم الأكبر (بازل) مطران نقيوس ورحب به في موكب حملت فيه المباخر وسعف النخيل
عن هذا نذكر هنا كلمات بازل الذي شكر الله على ما أولى البطريق من زيارة الصحراء مرة ثانية وشكر الله على أن نجاه بنيامين من الكفرة " البيزنطيين " وحفظ قلبه من ذلك الطاغية الأكبر الذي شرده فعاد الى أبنائه يراهم ملتفين حوله مرة أخرى

وأيضا يذكر ساويرس عن لسان بنيامين " كنت ببلدي وهو الإسكندرية فوجدت بها أمنا من الخوف واطمئنانا بعد البلاء، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم




ما ورد ذكره من المؤرخ القبطي يوحنا النقوسي 

لمعرفة المزيد عن يوحنا النقوسي هنا
كتب الاسقف يوحنا النقوسي بعد الفتح بخمسين عاما وهو لا يتورع عن ان يصف الإسلام بأشنع الاوصاف ويتهم من دخلوا فيه بأشد التهم ولكنه يقول في عمرو إنه " قد تشدد في جباية الضرائب التي وقع الاتفاق عليها ولكنه لم يضع يديه على شيء من ملك الكنائس ولم يرتكب شيئا من النهب او الغضب، بل انه حفظ الكنائس وحمها الى اخر مدة حياته


رأي المؤرخ الفريد بتلر 
لم يكن من اليسير أن يعاد من خرج من المسيحية الى حظيرتها بعد ان قطع أسبابها ولكن الامر كان على غير ذلك فكان اكثرهم من اضطر الى اتباع مذهب الملكانيين خوفا او كرها وقد كان لعودة بنيامين الى الكرسي البابوى رنة طرب في قلوب أهل مصر جميعا فعاد العامة الى راعيهم القديم والفرح يملئهم
ونادي البطريك المطارنة الذين اتبعوا مذهب الدولة ان يرجعوا ال سابق عهدهم وملتهم فعاد البعض يذرفون الدمع السخين ندما
ولكن قيل ان واحد منهم أبي ان يعود حتى لا يلحقه العار خوف ان تعرف عنه الردة الاولي وفعل الكثيرون كانوا مثله في هذا ومهما يكن الامر فقد نما امر القبط وزاد أتـباع ملتهم


شهادة للتاريخ
 

يشهد ساويرس ويقول نقلا عن شهادة كاتب يدعى فينسلوب انه رأي على جدران المعلقة في قصر الشمع (او بابليون) عهدا كتبعه عمرو بن العاص بيده لحماية الكنيسة وهو يلعن من يسعي من المسلمين الى حرمان القبط منها ويقول إن القبط دفعوا لعمرو فدية عن تلك الكتب

إذن فما كان أعظم ابتهاج القبط بخلاصهم مما كانوا فيه فقد خرجوا من عهد ظلم وعسف تطاول بهم وهوت بهم الى حماقة البيزنطيين، أل أمرهم بعد خروجهم منه الى عهد من السلام والاطمئنان

وكانوا من قبل تحت نيرين من ظلم حكام الدنيا واضطهاد اهل الدين فأصبحوا وقد فك من قيدهم في أمور الدنيا وأرخي من عنائهم وأما دينهم فقد صاروا فيه الى تنفس حر وأمر طليق
وقد يقال إن حكامهم الجدد قد أدخلوا الى الأرض دينا غريبا غير دين المسيح وهذا حق غير انهم لم يروا في ذلك الا عدلا من الله أذ اجمع الناس على قول واحد " ما خرج الروم من الأرض وانتصر عليهم المسلمون إلا لما ارتكبه هرقل من الكبائر وما أنزله بالقبط علي يد قيرس فقد كان هذا سب ضياع أمر الروم وفتح المسلمين لبلاد مصر

المراجع

تاريخ مصر " مخطوطات تاريخ البطاركة اعداد عبد العزيز جمال الدين
فتح العرب لمصر-الفريد بتلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة