البطريرك بنيامين وكتاب الأمان من عمر بن العاص

. . ليست هناك تعليقات:

" أينما كان البطريرك بنيامين نعده الحماية والأمان وعهد الله، فليأت البطريرك الى هاهنا في أمان واطمئنان ليلي أمر ديانته ويرعى أهل ملته"
تلك الرسالة التي كتبها عمر بن العاص في السنة الأولى للفتح العربي لمصر لبطرك اليعاقبة (الأرثوذوكس). حيث كان في ذلك الوقت البطريرك هارب في صعيد مصر هربا من الاضطهاد الروماني

سبب هروب البطريرك بنيامين لصعيد مصر.
في تلك الأيام أرسل هرقل الامبراطور البيزنطي. " قيرس " ليكون بطرك اسكندرية وذلك في وقت بعد ان انقسمت فيه المسيحية بعد مجمع خلقيدونية سنة ٤٥١ م، الى مذهبين أحدهما ملكيين يتبعون عقيدة وبدعة الملك مرقيانوس والمذهب الاخر يعاقبة على رأي ديسقورس
واشتد اضطهاد الملكيين على اليعاقبة تحت رعاية الملك البيزنطي واستمر هذا الاضطهاد حتى وقت الفتح العربي لمصر وبناءا عليه اختفي البطريرك بنيامين واساقفته في البراري والجبال لمدة عشرة سنوات وهي المدة التي كان فيها هرقل والمقوقس والى الامبراطور مسلطين على ديار مصر
وأقام قيرس بطرك للإسكندرية وطلب بنيامين لقتله فلم يقدر عليه لفراره منه وكان هرقل مارونيا فظفر "بمينا" اخ بنيامين فأحرقه بالنار عداوة لليعاقبة
من كتاب فتح العرب لمصر لـ الفريد بتلر
فلم يكن بالمسلمين اهتمام لمنازعات الأحزاب والمذاهب في شأن مجمع خلقيدونية، واختلافهم وأصبح القبط في مأمن من الخوف الذي كان يلجئهم الى انكار عقيدتهم أو أخفاها خوف من بطش البطرك "قيرس " الذي كان لا يعرف الرحمة ولا تخطر على قلبه هوادة
وعادت الحياة الى مذهب القبط في هذا الجو الجديد جو الحرية الدينية وما لبث أن صار مذهب الكثرة الذي يحق له ان يكون مذهب الامة السائد
وقد قضى عمر بن العاص بأنه كذلك، وانفذ قضاءه بأن كتب أمانا لبنيامين وأقر بعودته والجدير بالذكر ان ظهور البطريرك ودخوله الى الإسكندرية لم يتم الا بعد ثلاث سنوات من كتاب الأمان الذي أقره عمر
المؤرخ الانجليزى الفريد بتلر

قصة رهبان دير وادي النطرون والعدد المشكوك فيه
روى المقريزي نقلا عن بعض مؤرخي المسيحيين أن سبعين الفا راهبا خرجوا من تلك الاديرة للقاء عمر بن العاص وكان كل منهم يحمل عصا فلما دانوا له بالطاعة أعطاهم كتابا لا شك انه كان عهد امان، لعله كان العهد الذي نذكره الان وهو عهد بنيامين وقد دخلت مبالغة كبيرة على عدد الرهبان كما جرت عادة العرب في إخبارهم، إذ يزيدون في العدد زيادة تخرج به عن تصور الافهام


هل هي نصيحة من أحد الرهبان؟!
وقيل ان الذي حدا بعمر الى المبادرة بهذا الأمر ما أبلغه إيام رجل اسمه سنوتيوس وكان من قبط مصر إلا انه كان مع ذلك من بين قواد جيش الرومان بحسب رواية ساويرس بن المقفع
ولكن الموضع الذي كان به (بنيامين) كان مجهولا لا يعلم به أحد ولا يعرفه سنوتيوس نفسه وعلى ذلك كان لابد من كتابة أمر الأمان على هيئة كتاب لا تخصيص فيه

وليس من المستبعد ان يكون سنوتيوس هذا كان في الوقت الذي جاء فيه رهبان وادي النطرون الى عمر يظهرون الطاعة لحكم المسلمين
في كتاب ساويرس بن المقفع وهو احد المؤرخين الرهبان الذي اهتم بتأريخ أيام الكنائس ان "سينوتيوس القائد المؤمن الذي سعي في عودة البطريرك وحصل له على الأمان من قائد المسلمين" ولم يورد ذكر الى قصة رهبان وادي النطرون

بعض المؤرخين يشبهون رسالة امان عمرو بن العاص بموقف سابق مشابه له تماما، بين البابا أندرونيكوس (البابا ٣٧) والملك خسرو ملك الفرس سنة ٦١٧ م.

صورة لمناره بدير البراموس من وسط مزارع الزيتون
رأي المؤرخ الفريد بتلر
وانه جدير بالالتفات الى ان هذا البطريرك الطريد لم يحمله على الخروج من اختفائه فتح المسلمين لمصر واستقرار أمرهم في البلاد ولا خروج جيوش الروم عنها وليس أدل افتراء التأريخ على القبط واتهامهم كذبا بأنهم ساعدوا العرب ورحبوا به م ورأوا فيهم الخلاص مع انهم أعداء بلادهم
ولو صح ان القبط رحبوا بالعرب لكان ذلك عن امر بطريكهم او رضائه ولو رضي بنيامين بمثل هذه المساعدة وأقرها لما بقي في منفاه ثلاث سنوات بعد تمام النصر للعرب ثم لا يعود بعد ذلك من مخبئه الا بعهد وأمان لا شرط فيه ولو لم يكن في الحوادث دليل على كذب هذه الفرية غير هذا الحادث لكان برهانا قويا , وان لم يكن برهانا قاطعا فهو حلقة نضمه الى سلسلة ما لدينا من الأدلة وقد أصبحت سلسلة لا يقوى على نقضها شيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة