الإله وحقه وهنا سنوضح باختصار الطريق الى معرفة الإله المعرفة الحقيقية.الحق الكتابيذكر الكتاب المقدس هذه الكلمات " الإله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي في حضن ا لآب هو خبر". " الإله بعدما كلم الآباء قديماً بانواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره".فالإله غير المنظور قد اعلن عن نفسه في ابنه يسوع المسيح المتجسد الذي يحمل صورة الإله الكاملة والصحيحة للجنس البشري، "لانه فيه (في المسيح) سر ان يحل كل الملء، فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً "وفي نور الانجيل نستطيع ان نعرف شخص المسيح الذي هو صورة الإله "... لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الإله ".اذن فلكي نعرف الإله لا بد ان ننظر الى يسوع المعلن في الحق الكتابي.
وسوف اذكر هنا بعض الصفات المذكورة عن الإله:
- الخالق
والآن يا رب أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك (أشعياء8:64)
- المحب للجنس البشري:
"لأنه هكذا أحب الإله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يوحنا 16:3).
- المانح والمعطي:
فهو يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "إن كنتم وأنتم أشرار تعرفون ان تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه" (مت 11:7).
"كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار" (يعقوب 17:1).
- الصديق والرفيق المرشد في الطريق:
فهو يشتاق لعلاقة وثيقة بينه وبين الانسان ويحب ان يرشده الى الطريق الصحيح.
"ويدعي اسمه عجيباً مشيرا.."
"اعلمك وارشدك الطريق التي تسكلها، انصحك عيني عليك" (مز8:32).
- الرحيم الغفور:
"الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة لا يحاكم الى الابد ولا يحقد الى الدهر لانه مثل ارتفاع السموات فوق الارض قويت رحمته على خائفيه كبعد المشرق عن المغرب ابعد عنا معاصينا" (مز103 : 8-12 ) .
- الاله الصالح
الرب صالح للكل ومراحمه على كل أعماله.
- الاب السماوي:
فهو يشتاق ان ندعوه يا ابا الآب ونعيش معه كالبنين مع ابيهم.
"وأكون لكم اباً وانتم تكونون لي بنين ونبات" (2كو18:6).
"انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى تدعى اولاد الإله " (1يو1:3) .
أب الأيتام :
"ابو اليتامى وقاضي الارامل الإله في مسكن قدسه مسكن المتوحدين في بيت (مز5:68-6).
- الراعي الصالح:
"الرب راعي فلا يعوزني شيء" (مز1:23).
"الرب هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو11:10).
- المعزي ومانح السلوى:
"مبارك الإله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرأفة واله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا" (2كو1 : 3،4) "كإنسان تعزيه امه هكذا أعزيكم أنا" (أشعياء13:66).
- الحافظ والحارس:
"بخوافيه يظلك وتحت اجنحته تحتمي" (مز4:91) "لا ينعس حافظك" (مز3:121).
- الرب الحنان المتعاطف معنا
"فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه" (لوقا 13:7-15).
- الاله القدير
"وقال له انا الإله القدير سر أمامي وكن كاملاً" (تك1:17).
- الاله الامين:
"ان كنا غير امناء فهو يبقى امينا لن يقدر ان ينكر نفسه" (2تيمو13:2).
- الثابت الذي لا يتغير:
"هي تبيد وانت تبقى" (مز26:102).
"... الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع17:1).
وصفات أخرى كثيرة يحدثنا عنها الكتاب المقدس لذلك لا بد ان نبني ايماننا بالإله على الحق الكتابي اذ ان الايمان بالخبر والخبر بكلمة الإله.
ب. العلاقة الشخصية المباشرة بين الإله والانسان:
ابد ان بشارة الانجيل التي يحملها روح الإله الى قلب الانسان وذهنه ان تقوده الى علاقة شخصية مع الإله تبدأ بتوبة الانسان توبة حقيقية ورجوعه الى الإله كشخص خاطيء يحتمي في عمل المسيح الكفاري على الصليب اذ يؤمن بالمسيح ويقبله المخلص والفادي له ومن هنا يولد الانسان من جديد وينال حياة جديدة يستطيع بها ان يكون علاقة حية مع الإله.
فلا يمكن ان تكون للانسان علاقة شخصية مع الإله الا من خلال فداء المسيح وقوة دمه التي تستر خطية الخاطيء وتمنحه بر المسيح.
" فإذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم المسيح طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده" (عبرانيين 19:10-20).
واللقاء الحقيقي مع شخص الإله لا بد ان يقود الانسان لمعرفة الإله " ونحن ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف" لذلك دعونا نسأل انفسنا هل حقاً نلتقي بشخص الإله في خلوتنا به ام نكتفي بسكب طلباتنا وتضرعاتنا امامه فقط؟ هل نمكث امامه حتى يتراءى لنا ويعلن لنا عن ذاته هل نتركه يحدثنا عن نفسه وعن فكره، هل نترك له المجال كي يحدثنا بكلماته المحيية المشجعة؟ ام اننا نحده في صورة وقالب معين يقف عائقاً امام نور اعلانه لنا؟
إن اعظم طلبة يستطيع المؤمن ان يطلبها في صلاته هي تلك "وجهك يا رب أطلب"، وقد دعانا كاتب المزامير لذلك "اطلبوا الرب وقدرته. التمسوا وجهه دائماً فاننا كثيراً ما امتلأت صلواتنا بطلبات رائعة وغفلنا عن أهم واعظم طلبه وهي معرفة الإله نفسه.
نعم لقد كانت معرفة المسيح هي أغلى شيء يبحث عنه بولس الرسول فقد ردد هذه الكلمات الرائعة.
"لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي... واوجد فيه، لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامة متشبهاً بموته" (فيلبي3 : 7-10 ).
والروح القدس هو الذي ينير عيون اذهاننا ويشرق في قلوبنا من خلال الكلمة المقدسة وفي وقت الصلاة فهو يأخذ مما للمسيح ويعطينا ويخبرنا بمجده وبمحبته لذلك من المهم والضروري ان تكون ارواحنا وعقولنا خاضعة للروح القدس وان نحرص على ان لا نحزنه في داخلنا حتى يتمم عمله فينا بكل سهولة ويسر من دون معوقات من جانبنا.
ج. معاملات الإله معنا من خلال الظروف والاحداث:
نعم انه لو بحثنا بتروي لوجدنا يد الإله الرحيمة بنا في كل ظروفنا ونعمه الكثيرة وحفظه لنا. وكم من مواقف كادت ان تعصف بحياتنا وأنقذنا هو منها باعجوبة. كم من صرخة في قلوبنا قد سمع لها وأتانا بالسلوى والعزاء.
فإن من احسانات الرب اننا لم نفني لان مراحمه لا تزول هي جديدة في كل صباح كثيرة أمانته.
ان الإله يحاول ان يتحدث الينا من خلال الاحداث وضغوط الحياة وهو يبقي ان تؤول كلها الى خيرنا والى معرفته المعرفة الحقيقية. ولكن بدون المعرفة الشخصية به وبدون ادراك واعي للمكتوب لا نستطيع ان نتفهم الاحداث ونفسرها بالطريقة الصائبة. فالإله لا يريدنا ان نبدأ بالاحداث والمواقف لنتعرف عليه بل ان نبدأ من عند نور الحق ولذة العشرة الشخصية به لنعرف حقيقته ثم بعد ذلك نستطيع ان نتفهم الاحداث وفقاً لهذا الادراك الروحي بشخصه.
بعض الصور المشوهة عن الإله:
1- اله القوانين الصارمة
الذي يحمل محاسبة دقيقة لكل ما نفعله ويتحين الفرصة عند اول منحنى نحيد فيه عن قوانينه لينزل بنا أقسى العقوبات بلا هوادة. وفي ذات الوقت يزيد مطاليبه يوماً بعد الآخر من دون ان يمد لنا يد العون.
2- الاله البعيد عنا جداً
الذي لايوجد عندما ندعوه. بل هو متربع على عرشه ينتظر ان نقدم له الذبائح والمحرقات ولا يبالي بنا.
3-الاله الذي يسلب كل الامور المفرحة في حياتنا اذا سلمنا له دفة الحياة
4- اله المحبة المشروطة
الذي لا يستطيع ان يمنح حبه ان لم ندفع له ثمناً لذلك.
5- الاله الذي يستغلنا لتحقيق مقاصده
ولا يعاملنا كأشخاص ذوي قيمة محبوبين لديه.
ومن المهم ان نقوم بمقارنة صادقة بين ما ذكره الكتاب المقدس عن صفات الإله الحقيقية وبين تلك الصور التي في أعماقنا، ذلك محاولة ان نرسم صورة الإله في داخلنا، او ان نصرح بانطباعاتنا عنه، وعند نقط الاختلاف بين هذه الصورة وبين ما صرح به الكتاب المقدس لا بد ان نقف وقفة جادة مع الإله ونتحدث اليه بكل صدق ووضوح ونشاركه مشاعرنا مهما كانت، وان كان هناك عتاب او مرارة او لوم داخلي تجاه الإله لا بد ان نعلنه في محضره بقلوب متضعة امامه، ونطلب عفوه واستنارة الروح القدس في قلوبنا كي نتحرر من كل المفاهيم المشوهة عن الإله وهكذا يترسخ الحق في ارواحنا.
فقد يذكرنا الروح القدس بمواقف معينة استغلها عدو الخير لزرع هذه الافكار المشوهة عن الإله وهكذا تفضح اكاذيب ابليس في نوره فنتحرر من هذه الاقتناعات الخاطئة ونقبل الحق المعلن في كلمة الإله الحية.
ولتكن هذه الكلمات هي صلاتنا الى الإله: أيها الإله انني الومك احياناً على امور لم تفعلها انت بل العدو. انني ظننت انك ضداً لي ولكنني اكتشفت انك ابي المحب الصالح الذي يفعل الافضل لي دائماً. من فضلك اغفر لي واعطني نعمة كي ازيل كل الحواجز التي بيني وبينك واعطني النور الذي فيه تفضح اكاذيب العدو الخبيث التي زرعها في ذهني عنك وافتح عيناي فأرى مجدك بوجه مكشوف آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق