يُشَبّه بولس الرسول ارتباط الرجل بالمرأة بارتباط المسيح بالكنيسة (أف5\21-29). فكما أنَّ المسيح أَحبّ الكنيسة وبذل نفسه عنها لتصبِحَ مقدّسة لا عيب فيها في المحبّة، هكذا على الرّجل أن يُحبَّ زوجته ويبذُل ذاتَه عنها(أف5\24). وكما أنّ الكنيسة تخضع للمسيح في المحبّة، كذلِك على المرأة أيضاً ان تخضع لزوجها في مخافة الربّ(أف5\22)، لا خضوع العبد الخائف من العقاب، بل خضوع الحُرّ المليء بالمهابة والرفق والإحترام والغيرة على خير وسعادة الآخر، وهو خضوعٌ يُلزم الزوج أيضاً تجاه زوجته (أف5\21).
هذا هو المنطق الذي يتربى عليه المسيحيّ ويتنشأ. وهذا المنطق لا يُشبه منطقاً آخر، وهو يُكوِّن شخصيّته الإيمانية والإجتماعية، وثقافته، لا بل كلَّ عاداته وتقاليده. ففي حين يأخُذ الزواج خارج الكنيسة طابعاً إجتماعياً يجمع شخصين ببعضهما البعض بقصد تكوين عائلة واستمراية النسل، يأخُذ الزواج المسيحي صورته ومثاله من المسيح الرأس الذي هو المسيح، وارتباطه بالكنيسة، فيُصبح صورةً لمحبّة الله للبشرية، التي لا تبحثُ عن خيرها بل عن خير الآخر، ولا عن منفعتها بل عن منفعة الآخر.
من هذا المنطلق، نُجيب على هذا السؤال، فلو كان الزواج المسيحي مُجرّد اتحاد أجسادٍ ببعضها البعض، لما كان في الأمر مُشكلة من الزواج بشخصٍ آخر ينتمي إلى دينٍ آخر أم لا، ولكنه ليس كذلِك، بل هو اتحادٌ في الإيمان الواحد والعقيدة الواحدة والفكر الواحد والثقافة الواحدة والعادات والتقاليد الواحدة: ” فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكرًا واحدًا ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئًا واحدًا” (فيليبي2\2)؛ فنحن عندما نتزوج، نتزوجّ هذه كلّها، لأن هذه كلّها هي العنصر المكوّن للشخص الآخر، ولا يجب أبداً أن تُهمل ولا تُؤخذ بعين الإعتبار، عند اتلرغبة من الزواج منه.
ولهذا السبب يقول بولس الرسول، أي اتّحادٍ هو بين المسيحي وغير المسيحي(2كور6\14)، وبمعنى آخر، أيُّ اتحاد هو بين ثقافتين متعارضتين في الأساس ومُتباعدتين عن بعضهما البعض في مكوناتهما الروحيّة والعقائدية والإجتماعية والثقافية؟!.
لذا، فإن كان على المسيحيّ أن يُحبّ، فعليه المسيحيّ أن يسلك:” فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ“(أف5\1-2)، أي بالطريقة نفسها التي أحبّنا المسيح بها، وأن يرتبط مع مَن يؤمن بطريقة المحبّة نفسها. كيف أحبّنا المسيح؟ يُكمل القديس بولس قائلاً:” أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً”(أف5\2ب).
هذا هو الزواج المسيحي. أمّا القرار بالزواج من غير مسيحيّ فيعود لكِ، ولكِ وحدَكِ لا لغيرك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق