في الثالثة مساءً، بينما واصل عموم الفتاه البحث عنها، رأوا طفلاً هامداً بجانب حجر كبير، خلفه هاوية ضخمة. عندما سمعت الصوت نهضت الفتاة من النوم العميق وركضت نحوهم ويديها مرفوعتان. عانقتها عمتها بشدة، وتساءلت: “عزيزتي، ألم تشعري بالبرد؟”
أجابت الطفلة، وهي تبتسم، إنها لم تشعر بالبرد لأنه كانت هناك امرأة معها وغطتها بمعطفها. ارتابت العمة ، وواصلت استجوابها:
“بقيت المرأة معك كل الليل ؟”
“نعم، عمة، امرأة لطيفة ومحبة”، اجابت الصغيرة.
“ولكن ماذا قالت لك؟ لم تري أضواء الفوانيس ، الم تسمعي نداءاتنا؟ ”
“نعم”، قالت الفتاة “، ولكن المرأة قالت لي:” لا تذهبي يا ابنتي، جئت لك ”
عندما سمع سكان البلدة المعجزة صاحوا واحتفلوا في اليوم التالي بقداس رسمي لتقديم الشكر. أحضرت الطفلة امام صورة سيدة جبل الكرمل، وعندما رأتها قالت لأمها:”أمي! أمي! هذه هي المرأة التي غطتني هذه الليلة! ”
وكانت الفتاة على وشك السقوط إلى الهاوية، لأنها كانت ظلام و لم تتمكن من رؤية أي شيء. لهذا السبب بقيت السيدة العذراء، كأم حنونة معها بجانب ذلك الحجر، لأن الفتاة ليست خاطئة ولا تتجه نحو الهاوية. لذلك عندما سمعت الطفلة صرخات اهل البلدة، طلبت منها السيدة العذراء عدم الحراك واخبرتها بانه سرعان ما سيأتيون لاخذها، فقد كان الظلام دامس وإذا ما تحركت الطفلة ستقع حتما من حافة الهاوية.
وانت ماذا تفعل عندما تشعر بالضياع في الظلام، هل تفضل المشي وحدك، مواجهاً خطر الوقوع في الهاوية، أو ان تضع حياتك بين يدي السيدة العذراء مريم؟
تابعنا على فيسبوك من