تكلمنا فيما سبق عن كيفية نشأة بذرة الايمان داخل الانسان و مفهوم الايمان. سنتناول اليوم البحث في دوافع الايمان لدي الانسان من عصور ماقبل التاريخ و حتي الآن.
السؤال الان هو لماذا نؤمن ؟ .. هل الايمان امرا فطريا داخل الانسان ام شيئا مكتسبا من المجتمع والدين.
من اين نشأ الايمان؟ .. وهل يمكن ان يحيا الانسان بدون ايمان ام ان حياة الانسان هى عمل ايمانى مستمر.
يمكننا تقسيم الرد الى قسمين :
إحتياجات داخلية إنسانية
عوامل خارجية
اولاً: الاحتياجات الداخلية الانسانية :
احتياج عقلى وذهنى:
يتميز الانسان بميزة كبرى عن بقية الكائنات الاوهى العقل ، فالانسان بواسطة هذا العقل يستطيع ان ينظم الاصوات المركبة ويكون منها كلاما ذا معنى لتوصيل افكاره لغيره من الناس ،كما يستطيع ان يسجل هذه الافكار بالكتابة او الطباعة لينقلها الى سواه وان يتأملها ويعيد تنظيمها بأشكال مختلفة ليحصل على معلومات او نتائج جديدة بعبارة اخرى فأنه يستطيع ان يعقل .
- فلقد ادرك الانسان انه يملك العقل والحكمة والحق وانه كائن نسبى ومحدود يسعى لادراك القدرة الكلية وغير المحدودة او على الاقل معرفتها واكتشاف جوهرهذه القدرة المطلقة .
- من ناحية اخرى فهو يعيش وسط خليقة وطبيعة لها قوانينها ونظامها فيسعى دائما لدراسة ظواهر هذه الطبيعة ونموها وحكمة قوانينها للتعرف على جوهر منشأها فالانسان بطبيعته يبحث عن اصل الموجودات وماوراء الطبيعة لكى يفهم ويدرك كل شىء عنها وماهذا الا ضربا من ضروب الايمان .
احتياج سلوكى :
ان توازن وتوافق السلوك البشرى فى الحياة نابع عن وجود عقيدة يؤمن بها الانسان فكل الامور تبدأ بفهم وادراك مبنيان على فكرة او مبدأ تصل الى مرحلة الاقتناع فتتشبع النفس بهذه الفكرة وتنفعل بها ويعبر عنها بالسلوكيات .
- و لكى يصل الانسان الى هذا السلوك لابد وان يمر بنفس مراحل تطور الايمان لكن تحت مسميات اخرى فالايمان المبنى على المعتقد الموثق ويعبر عنه بالدين هو نفس التشبع الانسانى المبنى على الاقتناع بفكرة يعبر عنها بالسلوك ففى كلا الحالتين يعد هذا نموذجا عمليا لغرس مفهوم الايمان داخل الانسان .
احتياج اخلاقى :
دائما ما يميز الانسان مابين الخير والشر فى داخله بحسب القانون الاخلاقى الطبيعى الذى يعيش به ، فعدم الرضا عن سلوك معين وتقديم الإعتذارعنه من طرف آخر دليل علي توقع سلوك سليم له معيار مشترك بين الطرفين. إذاً يوجد مستوي سلوكي مستقيم مُتوَقع من الانسان أن يمشي عليه. هذا السلوك السليم له فائدة و الإنسان يملك طاعته أو عدم طاعته وتقديم الأعذار عن الخروج عن هذا السلوك هو إيمان بسيادته و متشابه بين البشر .
- إذاً الخير هو المعيار الأخلاقي الطبيعي للسلوك البشري في وضع حدود بين ماهو سليم و ماهو خطأ، فالخير صالح في ذاته ونمارسه لأنه مستوي سلوكي سليم وهو الأعم والبشر يميلون إليه كقوة سائدة .
- وللحكم بين ماهو خير وماهو شر لابد أن يكون هناك مقياس أعلي من الاثنين ، إذن ميزان الفهم فوق القوتين ولابد ان يميل للخير (الجانب الصحيح) ، إذن ميزان الفهم لابد ان يكون كاملاً لكي يُقَاس عليه كل شي نسبي (ميزان الفهم = الخير الكلي) ، فلكى يفهم الانسان هذا الخير الكلى وماهو مقياسه ومنبع وجوده وما يوجد من كمال مطلق يتطلع اليه الانسان لابد وان ينبع هذا التطلع ومحاولة فهمه الى الايمان بوجوده حتى لو كان لايملك دليلا محسوسا عليه .
سنستكمل في المقالة القادمة بقية الاحتياجات الانسانية الداخلية التي تدفعه الي الايمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق