شهادة القرآن بأن المسيحيين موحدون:

. . ليست هناك تعليقات:


شهادة القرآن بأن المسيحيين موحدون:

الواقع الغريب أن القرآن نفسه يشهد بأن المسيحيين موحدون بالله وغير مشركين بالله وأنهم ليسوا كفرة ويتضح ذلك مما يلي:

«وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ» (العنكبوت29: 46). وبهذا بشهد القرآن أننا نحن المسيحيين أهل كتاب ونعبد الله الواحد؟

«مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ» (آل عمران 3: 113و114) وفي هذا إيضاح جلى بأن أهل الكتاب (المسيحيين) يومنون بالله الواحد، ويتلون كتابه بين أيديهم في أيام النبي العربي محمد، ويسجدون لله الواحد أثناء تأدية العبادة له.

«لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة 5: 82) ويتضح من هذا أن النصاري ليسوا مشركين بالله فالمشركون واليهود هم أشد الناس عدواة للمسلمين، أما النصارى فهم أقرب الناس مودة للمسلمين.

«إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (آل عمران 3: 55) يتضح لك من هذا أيضًا أن الذين تبعوا المسيح (وهم المسيحيين) ليسوا كفرة بل أن الله يميزهم عن الكفرة ورفعهم فوقهم. فمن كل ما تقدم تأكد لك شهادة القرآن للمسيحيين بأنهم يعبدوت الله الواحد ولا بشركون به.

القسم الثاني: الله ثلاثة أقانيم

أقانيم اللاهوت: إن في اللاهوت ثلاثة أقانيم: الآب، والابن، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة إله واحد، جوهر واحد، متساوون في القدرة والمجد.

أولاً: صور التثليث في الوثنيين القدماء: جاء التعليم الخاص باللَّه الواحد المثلث الأقانيم في الإنجيل. وجاء ما يظهر أنه يشبهه من تعاليم الوثنيين القدماء، ظاهرياً فقط لا حقيقةً.

فلاسفة الهنود في برْهَم، وهم يعتقدون أنه جوهر إلهي بسيط غير شاعر بنفسه خالٍ من الصفات، صدر منه ثلاثة آلهة تنوب عنه وتفوق غيرها من الآلهة مقاماً، اسم الأول برهما وهو الخالق أصل كل شيء، واسم الثاني شنو وهو الحافظ لكل شيء، واسم الثالث سيفا وهو المجرِّب. تعليم أفلاطون افتراضات عقلية من جهة اللَّه تشبه قليلاً تعليم الإنجيل في اللفظ لا في المعنى.

والثالوث المصري القديم أوزيريس وزوجته إيزيس (وهي في نفس الوقت أخته) وابنهما حورس. وقد كان هناك زمن لم يكن فيه الابن حورس موجوداً مع والديه. وكل هذه الآراء الوثنية القديمة مختلفة تماماً عن تعليم الإنجيل في التثليث، وهي لا تفسره ولا تؤيده. واللَّه واحد مثلث الأقانيم، أما ثالوث الوثنيين فهو ثلاثة آلهة.

يـؤمن المسيحيون باللَّه الواحد، الموجود بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه، موجودّ بذاته ( وهذا ما يطلقون عليه الآب ) فلا

يمكن أن الذي أوجد الموجودات كلها يكون بلا وجود ذاتي. وكلمة «أب» لا تعني التوالد التناسلي، بل تعني الأبوَّة الروحية كقولك إن إبراهيم هو أب المؤمنين.. وهو ناطق بكلمته، ويطلقون عليه «الابن» و«الكلمة». فلا يمكن أن يكون اللَّه الذي خلق الإنسان ناطقًا يكون هو نفسه غير ناطق. وتلقيب المسيح بالكلمة جاء من الكلمة اليونانية «لوجوس» وتعني العقل. فاللَّه خلق العالم بكلمته وعقله. واللَّه وعقله واحد، كما تقول «حللتُ المسألة بعقلي» وأنت وعقلك واحد. عقلك «يلد» فكرة تنفصل عنه وتُنشر في كتاب، وفي الوقت نفسه تكون الفكرة موجودة في عقلك. واللَّه ناطق بالمسيح «كلمته»، الذي هو ابنه (كقولك: الكلمة ابنة العقل، وفي تعبيرنا العربي: لم ينطق ببنت شفة). فالكلمة في العقل، ومع ذلك يرسل العقل الكلمة لتنتشر وتهدي الناس، وهي في الوقت نفسه موجودة في العقل والعقل فيها.. وهو حي بروحه، ويُطلقون على ذلك «الروح القدس» فلا يمكن أن اللَّه الذي خلق الحياة يكون هو نفسه غير حي بروحه. واللَّه وروحه واحد. فالمسيحيون يؤمنون باللَّه الواحد، الموجود بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه.

عقيدة الثالوث لا تعني مطلقاً أننا نؤمن بثلاثة ألهة كما يتوهم البعض، لكن عقيدتنا بحسب الإنجيل هي:

الله الواحد: له قلب محب هو الأب، وعقل حكيم هو الابن، وروح حي هو الروح القدس. ومثل لذلك الإنسان نفسه: له فلب يحب وهو الجسد، وعقل يفكر هو النفس، وروح به يحيا هو الروح. وهو الثلاثة هم في الإنسان الواحد، لايمكن أن نتصور إنسان بدون قلب، أو عقل، أو روح. لا نستطيع أن نقول أن الإنسان ثلاثة وليس واحد. هكذا الأمر بخصوص الله ذاته، فهو ذو قلب محب هو الآب، وعقل حكيم هو الكلمة (الابن)، وروح حياة هو الروح القدس.

ثانياً: التثليث في الإنجيل: ملخصه أنه لا يوجد إلا إله واحد فقط (كما شرحنا سابقاً)، ومع ذلك فإن لكل من الآب والابن الروح القدس صفات اللاهوت وحقوقه. وبالتفصيل نقول:

(1) إنه لا إله إلا الإله الوحيد السرمدي الحقيقي. ومن نصوص الكتاب على وحدانية اللَّه «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد» (تثنية6: 4). «هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول والآخِر ولا إله غيري» (إشعياء44: 6). وقال المسيح إن أعظم الوصايا هي «الرب إلهنا رب واحد» (مرقس12: 29). «أنت تؤمن أن اللَّه واحد. حسناً تفعل» (يعقوب2: 19). ومن وصايا اللَّه العشر التي تتضمن خلاصة الناموس الأخلاقي للدينين اليهودي والمسيحي الوصية الأولى والعظمى منها: «لا يكن لك آلهة أخرى أمامي». وكل تعليم يضاد ذلك خاطئ.

(2) لكلٍّ من الآب والابن والروح القدس ما للآخر من الألقاب والصفات الإلهية (إلا ما كان خاصاً بالأقنومية) ويستحق كلٌّ منهم العبادة الإلهية والمحبة والإكرام والثقة. فيتضح من الكتاب المقدس لاهوت الآب كما يتضح لاهوت الابن، ويتضح لاهوت الروح القدس كما يتضح لاهوت الآب والابن.

(3) ليست أسماء أقانيم الثالوث الأقدس (الآب والابن والروح القدس) أوصافاً لعلاقات مختلفة بين اللَّه وخلائقه، على ما زعم البعض ككلمة «خالق» و«حافظ» و«منعم». ومن إعلانات الإنجيل التي تثبت ذلك:

(أ‌) يقول كلٌّ من الآب والابن والروح القدس عن نفسه: «أنا».

(ب‌) يقول كلٌّ منهم للآخر: «أنت» ويتحدث عنه بضمير الغائب «هو».

(ج) يحب الآب الابن، والابن يحب الآب، والروح القدس يشهد للابن. فيظهر من ذلك أن بين كل منهم والآخر من العلاقات ما يدل على تمييز الأقنومية، وأنه يوجد إلهٌ واحد فقط في ثلاثة أقانيم، وهم الآب والابن والروح القدس.


ثالثًا: تعليم التوحيد والتثليث معا يتضمنً ما يأتي:

(1) وحدانية اللَّه.

(2) لاهوت الآب والابن الروح القدس.

(3) الآب والابن والروح القدس أقانيم يتميز كل منهم عن الآخر منذ الأزل وإلى الأبد.

(4) إنهم واحدٌ في الجوهر، متساوون في القدرة والمجد.

(5) بين أقـانيم الثالوث الأقدس تميُّز أيضاً في الوظائف والعمل، لأن الإنجيل يعلّم أن الآب يرسل الابن، وأن الآب والابن

يرسلان الروح القدس. ولم يُذكر أن الابن يرسل الآب ولا أن الروح القدس يرسل الآب أو الابن، مع أن الآب والابن والروح

القدس واحدٌ في الجوهر ومتساوون في القدرة والمجد.

(6) تُنسب بعض أعمال اللاهوت إلى الآب والابن والروح القدس معاً، مثل خلق العالم وحفظه.

(7) تُنسب بعض الأعمال على الخصوص إلى الآب، وغيرها إلى الابن، وأخرى إلى الروح القدس. مثال ذلك ما قيل إن الآب يختار ويدعو، وإن الابن يفدي، وإن الروح يجدد ويقدس (أفسس1: 3-14).

(8) تُنسب بعض الخواص إلى أقنوم من الثالوث دون الآخرين، كالأبوّة إلى الآب، والبنوّة إلى الابن، والانبثاق إلى الروح.

قد يكون هذا التعليم فوق إدراكنا، ذلك لا ينفيه، كما لا ينفي ما يشبهه من الحقائق العلمية والدينية. وإن قيل إن جوهراً واحداً ذا ثلاثة أقانيم مُحال، قلنا: هاتوا برهانكم على هذا! وإن عقولنا القاصرة لم تُخلق مقياساً للممكن وغير الممكن لِما هو فوق إدراكها. وحسناً قيل: «البحث في ذات اللَّه كفر». وقال علي بن أبي طالب: «القول بأن اللَّه واحد على أربعة أمور. وجهان لا يجوزان على اللَّه، ووجهان ثابتان له:

(1) فمن قال إن اللَّه واحد وقصد باب العدد، فهذا غير جائز، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب العدد.

(2) ومن قال إن اللَّه واحد وأراد النوع أو الجنس فقوله باطل، لأن اللَّه منزَّه عن كل نوع وجنس.

إنما الوجهان الصحيحان فهما:

(1) القول بأن اللَّه واحد أحد منفرد عن الأشياء منزَّه عنها.

(2) وبأنه لا ينقسم في وجود أو عقل أو وهم. فكذلك اللَّه ربنا».

ونحن لا نعتقد أن اللَّه ثلاثة أقانيم بمعنى أنه ثلاثة جواهر، لأن كلمة «أقنوم» لا تعني جوهر. فالمقصود هنا بالجوهر الذات الواحدة، فهو عبارة عن الوحدة اللاهوتية. والمقصود بالأقنوم واحدٌ من الآب والابن الروح القدس، فهو عبارة عن الامتياز في ذلك الجوهر الواحد. لكن كلمة الأقنوم (كسائر الكلمات البشرية) قاصرة عن إيضاح تلك الحقيقة الإلهية، أي أن اللَّه ثالوث في الأقنومية وواحد في الجوهر. فليس لكلمة «أقنوم» في اللغة البشرية معنى كمعناها الخاص في التعبير عن الثالوث الأقدس، لأن المقصود بتلك الكلمة في غير الكلام على التثليث شخص متحيز بحيّز، منفرد عن غيره كيوحنا مثلاً. والمقصود بها في الكلام عن الثالوث غير ذلك التعيين، أو استقلال الأقنوم عن الجوهر. فأقانيم الثالوث هي واحدٌ في الجوهر، أي له ذات واحدة كقول القانون الأثناسي: «هكذا الآب إلهٌ، والابن إلهٌ، والروح القدس إلهٌ. ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحدٌ. وهـكذا الآب رب ، والابن رب، والروح القدس رب، ولكنهم ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحد». فإذا قلنا ثلاثة أقانيم بشرية أشرنا إلى ثلاثة أفراد معيَّنين في وحدة نوعية، أي إلى ثلاثة أشخاص من البشر لهم طبيعة واحدة نوعية. ولكن إذا قلنا ثلاثة أقانيم إلهية أشرنا بذلك إلى اتحاد جوهري، أي إلى ثلاثة في طبيعة واحدة لا نوعية بل جوهرية، أي في الذات الواحدة. فأقانيم اللاهوت هي في جوهرٍ واحدٍ فردٍ، لا في جوهرٍ واحد نوعي. فالتعدد الأقنومي في اللاهوت لا يلحق الجوهر، بخلاف التعدد الأقنومي في البشر، لأنه في البشر يقوم بتعدد الجوهر والأقنوم معاً. فكل من الآب والابن والروح القدس هو باعتبار أقنومه في الذات الواحدة، ولكلٍ منهم جوهر اللاهوت الواحد بلا انقسام ولا انفصال.

مما سبق يتضح أنه لابد من أن يكون هناك ثالوث في الله الواحد القدوس إذ أنه:

لا يمكن أن الله الواحد الذي أوجد في الإنسان عاطفة الحب، أن يكون هو نفسه بلا قلب محب. ولا يمكن أن الله الذي خلق للإتسان عافلاً ناطقًا، أن يكوت هو نفسه بل عقل حكيم. كما أنه لا يمكن أن الله الذي خلق الحياة في كل كائن حي، أن يكون هو نفسه بلا روح حي. لذلك تحتم أن يكون «الله الواحد» ثلاثة أقانيم على نحو ما أوضحنا وهذا هو إيماننًا القويم والصحيحي (الصراط المستقيم) «الله واحد في ثلاثة أقانيم وليس ثلاثة آلهة».

مما سبق عرفنا أن المسيحية تؤمن بأله واحد في ثالوث: قلب الله المحب، كلمته العاقلة الحكيمة، وروحه الحي. ويطلق على هذا الثالوث أسماء أخرى هي: الآب هو قلب الله كأب محب، الابن هو كلمة الله العاقلة الحكيمة، الروح القدس هو روح الله الحي. وتقوم في وجه التسمية اعتراضات من غير الفاهمين، إذ يظنون أنها تعني التوالد التناسلي والعلاقات الجسدية، وحاشا للمسيحية

من هذا المفهوم، ولذلك سنوضح القصد من هذه التسمية فيما يلي:

أولاً: الله الآب : مفهوم كلمة الآب :

إننا نحن المسيحيين لا نقصد بهذا اللفظ المعني الجسدي، بل لهذا اللفظ "آب" معان أخرى كثيرة منها:

1- المعني المجازي:
 فالله هو مصدر كل الكائنات وخالقها فيسمي أبًا للمخلوقات جميعها لاسيما العاقلة، كما يقول النبي موسى: «أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟» (تثنية32: 6). أو كما قال النبي إشعياء: «يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا» (إشعياء64: 8). وفي العهد الجديد، أعلن الرسول بولس: «لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ.» (1كورنثوس8: 6)، وبهذا المعني، ترد لفظة (الآب) في اللغة مثل أبو الخير، أبو البركات، وأبو الفضل...وغيرها، حيث لا يؤخذ بمعني التوالد أو التناسل الجسدي، بل بالمعني المجازي.

2- المعني الشرعي:
 ففي حالة التبني، لا تعني لفظة «الآب» أنه قد أنجب الابن المتبني، بل أنه فبله في محل الأبن، ومنحه كامل الحقوق الشرعية. واعتبر نفسه مسؤولاً عنه، ملتزمًا به كأب حقيقي. ويقول الرسول بولس في هذا: «أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». (رومية8: 15). أو «لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ» (غلاطية4: 5). فأبوة الله لبنوتنا على حقوق شرعية إلهية.

3- المعني الجوهري: 
كعلاقة النار والنور، فالنار تلد النور الذي هو من طبيعتها ذاتها. ولهذا نقول في قانون الإيمان المسيحي عن الكلمة «نور من نور». ونقول أيضًا «واحد مع الآب في الجوهر». وهذا نفس ما قرره الكتاب المقدس بقوله: أنه «بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ» (الرسالة إلى العبرانيين1: 3). وبهذا المعني ينتفي ما يتهمنا به البعض بأن هناك علاقة جسدي أو مادية في تعبيرنا عن الآب والابن، وإنما هي علاقة روحية جوهرية.

4-المعني الروحي:
 بعد أن سكب الله روحه القدوس فس قلوب المؤمنين، ولدوا ثانية بالمعمودية ولادة روحية، متجددين بفعل الروح الإلهي القدوس، وبهذا يتم في المؤمنين القول أنهم مولودين من الله: «اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.» (يوحنا1: 13).

وقد علمنا يسوع المسيح أن نصلي قائلين: «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا ﭐلَّذِي فِي ﭐلسَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ ﭐسْمُكَ.» (متّى5: 9). وبناء عليه لا يحق لأي إنسان عادي أن يدعي بأنه ابن الله، وأن الله أبوه، ما لم يحصل على التبني الشرعي ومسحة الروح القدس. من ما سبق إيضاحه إذن لا نؤمن بأبوة الله بطريقة جسدية، بل بطريقة روحية مقدسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة