كم عدد المسيحيين فى مصر؟ سؤال يتردد مع كل أزمة طائفية أو انتخابات تشريعية وعند اختيار الوزراء والمحافظين.

.





فى هذه الأيام عاد هذا السؤال يتردد مرة أخرى بقوة بسبب بدء تعداد السكان الشامل والذى يتم إجراؤه كل عشر سنوات، بغرض عمل قاعدة بيانات شاملة للدولة واستخدامها فى التخطيط المستقبلى.

ويرصد هذا التعداد المبانى ومكوناتها من وحدات سكنية وغير سكنية والأنشطة الاقتصادية علاوة على حجم السكان وخصائصهم، وبدأ تعداد المبانى فى يناير الماضى أما تعداد السكان والأسر فيبدأ فى 28 مارس الجارى، ولهذا فقد عاد الكلام حول هل يشمل التعداد هذه المرة عدد المسيحيين؟

ورغم أن اللواء أبو بكر الجندى رئيس جهاز التعبئة والإحصاء صرح كثيرا بأن خانة الديانة اختيارية فى استمارة الإحصاء وأنه لا يمكن وضعها إجباريا لمخالفة ذلك الأمر لإعلان الأمم المتحدة الذى يمنع الإحصاء على أساس دينى، إلا أن السؤال يظل مطروحا ما هو عدد المسيحيين المصريين؟

فى عام 2012 أعلن رئيس جهاز التعبئة والإحصاء ردا على سؤال حول عدد المسيحيين أنهم 5 مليون و130 ألفا، وهو ما رفضته الكنيسة ورد الأنبا باخميوس والذى كان يتولى وقتها إدارة الكنيسة بعد وفاة البابا شنودة وقبل انتخاب البابا تواضروس أن عدد المسيحيين يتراوح بين 15 و18 مليونا وأن الكنائس المختلفة فى أنحاء مصر لديها إحصاء بعدد المترددين عليها ويتم حصرهم بدقة من خلال تفقدهم ورعايتهم.

وهناك من المسيحيين من يرفع الرقم إلى 20 مليون مواطن، بينما يخفضها السلفيون ومن والاهم إلى 3 مليون، وبين الرقمين توجد أعداد أخرى مثل 5 و7 و10 و12 و15 مليون مواطن.

والسؤال هل معرفة عدد المسيحيين فى مصر سيغير من وضعهم؟ إجابتى الشخصية: لا، فالمواطن المصرى من المفترض أن له كافة الحقوق وعليه كل الالتزامات بغض النظر عن عقيدته، والدستور لم يفرق بين المواطنين بسبب الديانة، ونصوصه تؤكد أنه لا فرق إذا كان عدد المسيحيين فردا واحدا أو 50 مليونا فالحقوق واحدة فى الحالتين، ولا يعنى هذا أننى أستهين بمعرفة عدد المسيحيين المصريين وهو أمر يجب أن تكون فيه شفافية، ولكننى أولى اهتماما أكبر بتطبيق مواد الدستور، وأرى أن تكريس الجهد فى هذا الاتجاه أجدى وأنفع، ومواجهة الأفكار المتطرفة التى تمنع المسيحيين من الحصول على حقوقهم أولى.

أننى أخشى أن يكون البحث عن عدد المسيحيين غرضه المحاصصة، وهو ما يؤدى بنا إلى لبننة مصر، أى يكون لكل طائفة دينية كوتة فى المناصب السياسية وهو ما رفضته مصر طوال تاريخها وعارضه المسيحيون قبل المسلمين، وحتى عندما نص عليه الدستور كأسلوب مؤقت ولمرة واحدة فى مجلس النواب كانت النتيجة حتى الآن غير مرضية للمتابعين والمراقبين، ولذا فاننى أرى أن توجيه الجهود نحو المواطنة وتجذيرها فى التربة المصرية وتطبيق مواد الدستور، أهم كثيرا من الإجابة على سؤال كم عدد المسيحيين فى مصر.



هذا الخبر منقول من : مبتدأ

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة