حرق جمعية الكتاب المقدس فى 6 نوفمبر عام 1972 م
يعتقد البعض أن حرق وتدمير كنيسة الخانكة هو أول إعتداء يقع على المسيحين ولكن المؤرخين يذكرون أن أول حادث وقع فى 6 نوفمبر عام 1972 فقد قام المسلمين بحرق جمعية الكتاب المقدس فىالوقت الذى كان المسيحيون يؤدون فيها الشعائرالدينية تعتبر حادثة الخانكة هو أول حادثة من نوعها فى مصر ضد المسيحين وبعدها تفجرت حوادث العنف ضد الأقباط حيث أشعل المسلمين النار فى مبنى الجمعية – فمدينة الخانكة الصغيرة تقع على أطراف مدينة القاهرة إتخذ المسيحيون منزلا للإجتماع فأنشأوا الدكاكين حولها وفى قلبها ملعباً ثم جائها مذبحا فى ذات يوم ودشنها أحد الأساقفة وتمت الصلاه فقام المسلمين بصدام وإعتداء على الأقباط وساروا فى مظاهرات تهدد رجال الأمن وحرقوا المنزل ونهبوا محتوياته
وفى يوم الأحد التالى 12 نوفمبر اقبل عدد كبير من القساوسة بالسيارات ومعهم (400 مواطن قبطى ) وأتجهوا إلى أطلال الجمعية التى أحرقها المسلمين واقاموا شعائر الصلاة فى الخلاء وكان المشهد مثيراً وارجع ايام الإضطهادات التى تمت فى أيام الحكم الوثنى للأمبراطورية الرومانية فى مصر , وفى نفس اليوم ليلاً قامت عصابات الإسلام الإجرامية بالتجمع فى مسجد السلطان الأشرف وقادهم إمام المسجد وتوجهوا إلى مركز الشرطة فى مسيرة جهادية يحملون العصى والسلحة وهم يكبرون بعبارت الجهاد قائلين : " الله أكبر .. ألله أكبر " فطلب منهم المسئولين فى الشرطة الإنصراف فإنصرفوا , وتظاهروا بالإنصراف ولكنهم ذهبوا إلى حانوت لبقال قبطى نسب إليه كذباً أنه أطلق النار مما اثارهم فأشعلوا النيران فى متجره وقاموا بإشعال النار فى محلات اخرى ومنازل وأصيب القباط بالرعب , وتوجهوا إلى مبنى الجمعية المحترقة وأشعلوا فيها النار مرة أخرى .
وكانت قائمة العنف هى : -
** إحراق منزل البقال غالى أنيس بشاى .
** إحراق منزل والده أنيس بشاى .
** إحراق منزل حليم نعمة الله .
** إحراق منزل رزق صليب عطية .
** إحراق منزل جرجس عريان .
** إحراق منزل غبريال جرجس عريان .
** إحراق وسرقة أستوديو للتصوير يملكه رزق صليب عطية .
** تحطيم زجاج صيدلية الدكتور كامل فهمى إقلاديوس .
– وقيل أن رجال الأمن إستطاعوا تهدئه الموقف فى ساعة متأخرة من الليل وهذه المره الأولى يقوم رجال الأمن بتهدئه الموقف ومر الأمر بدون عقاب من المتسبب وأصبح الأمن شغلته تهدئه الخواطر بدلا من القبض على المجرمين وتقديمهم للعداله . بل أن وزارة الداخلية قامت بعد ذلك بتطبيق الخط الهمايونى العثمانى بتدمير ماتبقى من الدكاكين المحيطة والمبانى المقامة بقطعة الأرض , وأصيب ثلاثة أقباط بإصابات طفيفة وقد قبض ألمن على عدة أشخاص بتهمة السرقة والإتلاف وقررت النيابة حبس تسعة منهم ولكنهم أطلقوا سراحهم بعد ذلك
وأرسل البابا شنودة عدداً كبيراً من الأساقفة والمطارنة فى الصباح التالى وإستقلوا أتوبيساً قاصدين الخانكة وكانوا يريدون أن يقف الأتوبيس على مشارف البلدة ويترجلون إلى مكان الكنيسة ليباشروا الشعائر الدينية وإذا لم يصلوا وقابلهم المسلمين المجرمين فإنهم يبغون الإستشهاد على إسم المسيح . ويتقدموا موكباً ضخماً من القسس صفاً يعد صف إلى ما بقى من مبنى " الكنيسة " ثم يقيموا القداس على أطلالة , وكانت الأوامر أن يواصلوا التقدم مهما كان الأمر حتى إذا أطلق عليهم البوليس نيران بنادقهم , وحاول البوليس أن يتعرض لموكب الأساقفة والقسس لكن مضى الموكب حتى النهاية , وكان المشهد مثيراً وكان عواقبة المحتملة خطيرة (1) وطبعاً كما توقع المسلمون وإن كانت هذه توقعاتهم فماذا فعلوا ؟ ومنهم جمال السعدى فقد قال أنه حدثت تدمير وتكسير لمساكن الأقباط بعد إنتهاء مسيرة الأساقفة نتيجة لسياسة العنف السلبى فى مواجهه البابا للسادات , ولكن المؤرخين لحوادث العنف الطائفى لهم وجهه نظر مختلفة هى أنه يحدث العنف حينما تشجعه السلطة الحاكمه فتغمض عينها عنه أو لعدم وجود قانون أساساً لردعه أو أن البلد قد أصبحت فى حالة فوضى .
وقد كنت أركب القطار فى هذا اليوم ورأيت عربات القطار مليئة بالمسيحين يرددون التراتيل الدينية فسألتهم فسردوا قصة ما حدث , فلم أنزل من القطار – ومكثت معهم قاصدا الخانكة وبعد عدة محطات توقف القطار وقيل أن الخط مقطوع والبوليس يقف يمنع الناس من الذهاب فى إتجاه الخانكة .
وغضب السادات وإتهم البابا بأنه يثير أوضاعا بالغة الخطورة لا سبيل إلى معالجتها وقال السادات لمحمد حسنين هيكل " إن شنودة يريد أن يلوى ذراعى , ولن أسمح له أن يفعل ذلك " .. وكانت كل الموارد والأعصاب مرهونة بالمعركة مع إسرائيل وكان هناك نقد شديد يوجه للرئيس . ويبدوا على نحو أو آخر أن فكرة تفجير المشكلة الطائفية طرحت نفسها علية بإعتبارها فرصة يظهر فيها حزم قيادته ويحول بها الأنظار إلى مشكلة أخرى ويكسب تعاطف العناصرالإسلامية المتطرفة إلا أنه تمت تسوية هذه الأزمة
وطرح السادات الأمر على مجلس الشعب ليجرى التحقيق فى هذا الحادث حتى يلهى المسلمين بالفتنة الطائفية وإثباتنا على ذلك أن مستشارية كان رأيهم ألا يتدخل مجلس الشعب فى هذا الموضوع .. وأن يتصرف هو بالقرارات فى حدود حقة الدستورى كرئيس دولة (2) ولكنة رفض وكون مجلس الشعب لجنة برلمانية برياسة الدكتور جمال العطيفى الذى كان يشغل أيضاً منصب المستشار القانونى لجريدة الأهرام وأعضاء من المسلمين والأقباط وهم محمد فؤاد أبو هميلة , وألبرت برسوم سلامة , وكمال الشاذلى , ورشدى سعيد , وعبد المنصف حزين , ومحب إستينو – وأدت مهمتها بعد الإستماع إلى كل الأطراف وقدمت تقديراً ممتازاً وصدرت فى تقريرها عدة حوادث مثل إعتناق شابين بالإسكندرية للمسيحية عام 1970
وسرت هذه الأخبار بين الناس يتضمن , فقام أئمة المساجد بالهجوم على القساوسة الذين إعتقدوا أن لهم نشاط تبشيرى – وأعدت مديرية الأوقاف تقريراً سرياً وبعد عامين تناقلت الأيدى هذا التقريرالسرى , وتم توزيعة – كما تبين أن إعداد الدستور الدائم بما فية من دين الدولة الإسلام وقانونها الشريعة الإسلامية - من أسباب تخويف الأقباط كما تضمن التقرير أسلوب حلول المشاكل المشابهه
هده الصورة الشهيرة لأول بابا قبطى يزور الولايات المتحدة الأمريكية - وهو أول بابا يستقبل رسمياً من قبل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر وقد صاحبة فى الزيارة د/ أشرف غربال سفير مصر فى أمركا
وفى أثناء الزيارة ذكر الرئيس الأمريكى أن " عدد الأقباط سبعة مليون قبطى فى مصر " وكان هذا الرقم مخالفاً تماماً بل أن الفرق كان شاسعا بين الرقم الذى ذكره الرئيس الأمريكى وما ذكرته المصادر الحكومية المصرية
وفى هذا اللقاء فسر البابا القبطى ما يحرى فى المنطقة من وجهة النظر المسيحية - كما ساعد فى إخراج المنطقة من حالة الحرب الى حالة السلام وأوضح أن الولايات المتحدة مسؤولة من ناحية أنها أصبحت أكبر قوة فى العالم بتغيير المنطقة من الأندفاع إلى الحرب كل بضعة سنين إلى السلام مما ساعد على أساس لمعاهدة السلام التى وقعها الرئيس المصرى أنور السادات ومناحم بيجن بضمان الولايات المتحدة كشاهدة على معاهدة السلام بين مصر وأسرائيل
لهذا الموضوع وفى مقدمتها قرارات السماح ببناء الكنائس التى تصدر عن الحكومة اعتمادا على مرسوم الخط الهمايونى وضع منذ مئات السنين
ويحكى محمد حسنين هيكل (3)
ما حدث فى موضوع حادثة الخانكة فقال : " ذهبت لمقابلة الرئيس السادات فى بيته فى الجيزة أعرض عليه وجهه نظر مفصلة فى إمكانية الحل . كان رأيى أن قضية الخط الهمايونى لازالت أكبر سبب للمشاكل , وأنه لابد من حل " يعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ثم رويت للرئيس السادات كيف جرى حل هذه المشكله عملياً أيام الرئيس عبد الناصر ومن خلال إتفاقه مع البابا كيرلس على وضع عدد معين من تصريحات بناء الكنائس الجديدة تحت تصرف البابا , وكان رأيى أن ذلك لايحل المشكلة عملياً فحسب , وإنما يرضى مشاعر البابا حين يجعله يحس أنه يملك صلاحيات عملية وفعالة كرئيس لكنيسة عالمية كبرى .
وسألنى الرئيس السادات كم عدد الكنائس الجديدة التى صرح بها عبد الناصرسنوياً للبابا كيرلس , وحين ذكرت العدد .. ( خمسة وعشرين كنيسة سنوياً ) هز الرئيس السادات رأسة معترضاً قائلاً : " إن ذلك كثير جداً " ويعقب أسامة سلامة فى كتابة على عبارة السادات قائلا " معنى هذا أن السادات كان إلى جانب الحد من بناء الكنائس فهو يرى أن بناء 25 كنيسة كل عام كثير وهو الرقم الذى أعطاه عبد الناصر للبابا كيرلس فإن صح الأمر فإن هذا يعنى طائفيه (تعصب) السادات فى هذا المجال أو خوفه من التيار الدينى (4)
وبناء على نصيحة محمد حسنين هيكل إجتمع السادات بالمجلس الإسلامى الأعلى برياسة شيخ الأزهر ثم إجتمع بالبابا شنودة ومعه الأساقفة وصرح لهم بإنشاء خمسين كنيسة بدلا من ببناء خمسة وعشرين كنيسة سنوياً التى صرح بها عبد الناصر .
وتحدث إليهم فى حل مشكلة الأوقاف المسيحية القبطية , فى رسالة معناها "إن الوطن أحوج ما يكون الآن إلى وحدته الوطنية وإن التسابق فى بناء المساجد والكنائس تسابق حافل بدواعى الإثارة , وإن إحتياجات التطور الإجتماعى لاتتطلب فقط بناء مساجد وكنائس جديدة , ولكنها تطلب أيضا ًبناء مدارس ومستشفيات جديدة "
وفوجئ السادات بالحفاوة التى أستقبل بها أثناء الإجتماع ثم نظر لساعته فى حركة تمثيلية من الحركات التى كان يخرجها على مسرح حكمه السياسى لمصر
وقال لمن حوله من الرهبان أعضاء المجلس المقدس – وعلى رأسهم البابا حان موعد صلاه الظهر , ثم قام يؤدى صلاة الظهر فى غرفة الإجتماعات وكان الصور تلتقط له أثناء الصلاه ونشرتها كل الصحف فى اليوم التالى على عرض صفحاتها الأولى وبدأ فيها " الرئيس المؤمن " يصلى الظهر بينما رهبان المجمع المقدس يظهرون وراءه فى خلفية الصورة .
وكان محمد حسنين هيكل فى بيت السادات ينتظره فسئله : " كيف سارت الأمور ؟ " فكان ردة " رائعاً " ثم راح يصف لى كيف إستقبله شنودة وكيف قال له : " أنه زعيم الشعب وأب كل طوائف الأمة وراعيها جميعاً " ثم إستطرد قائلا : " إن شنودة ليس سيئاً كما تصورت " وأضاف السادات وقلت : " لقد قلت له كيرلس كان تحت تصرفه تصريحات ببناء 25 كنيسة , وسوف أضع تحت تصرفك أنت تصريحات بخمسين " وقال هيكل : " إنك كنت تستكثر خمساً وعشرين , وعلى أى حال أنا سعيد لأنك أعطيته خمسين " وقال السادات : " إنك لاتتصور ماذا قال لى , إنه لم يتوقف لحظة طول الوقت عن تكرار قوله إنك قائدنا وزعيمنا وأبونا وراعينا " (5)
إلا أن هذه الوعود تبخرت عند بزوغ النهار فقد حدثت شكاوى من رجال الدين المسيحى من النبوى إسماعيل وزير داخلية حكومة السادات الذى كان يتباطأ فى تنفيذ تعلميات رئيسة ببناء 50 كنيسة , ووضع العراقيل الروتينية !
وقال البابا شنودة : " إنه لم يتم تنفيذ هذا القرار " !! (6) ولما وجد البابا شنودة أن بناء الكنائس داخلياً قد توقف راح يركز على كنائس الخارج ويتوسع فيها ويرسم لها أساقفة جدد , خاصة فى أمريكا الشمالية وكندا وأستراليا ولم يترك القارة الأفريقية وبدأ يمد نشاط الكنيسة القبطية إلى كل أرجائها .
وراح يحقق تواجداً دولياً ملحوظاً لكرسى مرقص الرسول – وكان من الخطوات ذات الدلالة فى هذا الإتجاه أن البابا شنودة وقع فى سنة 1973 إعلاناً مشتركاً مع البابا " بول " الجالس على عرش الفاتيكان فى روما وقتها , يعربان فيهما عن إهتمامهما المشترك بتحقيق الوحده بين كل الكنائس المسيحية .
الحديث الذى أدلى به قداسة البابا شنودة الثالث فى عام 2004 م فى حوار صريح جداً لأحدى القنوات الفضائية التلفزيونية من مصر الحلقة الثالثة .
الذين يحرقون الكنائس ليسوا مسلمين حقيقين لأن المسلم الحقيقى هو الذى يسلم الناس من يده ولسانه الذين يحرقون الكنائس ليسوا مسلمين بالحقيقة لأن المسلم الحقيقى هو الذى يجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى احسن المسلم الحقيقى هو الذى يعطى صورة مشرقة عن دينه , وأنا أترك مسألة الكنائس إلى أخوتى المسلمين يتصرفون فيها .. أما أنا فقد قررت قراراً أنه ألا تبصرنى الشمس آكلاً إلى أن تحل المشكلة بيننا وبين المسلمين وفعلاً مرت على شهوراً لم تبصرنى الشمس آكلاً .. ورد المزيع المحاور فقال : يعنى الإعتصام .. لا الصوم أى لا ترانى الشمس آكلا ولا شارباً .. ورد المزيع : " يعنى صيام إحتجاجى " فقال البابا : " سميه ما شئت " وعندما كرر المزيع عبارته مرة أخرى فسرها له البابا قائلاً : " لا هو إلتجاء إلى الرب بالصوم ليرفع عنا هذه المشكلة " وقال المزيع : " يبقى صيام إلتجائى " فقال البابا : " سميه ما شئت " فضحك المزيع وقال البابا : " سميه ما شئت " ورد المزيع : " ده موش قريب من غاندى مثلاً فى قضية القوة السلبية negative power " فرد البابا : " جايز " ثم قال المزيع : " وأعلنته وبالتأكيد أعتبر أن ده ضغط عليه " وأنا بتكلم خرج بعض السياسين الذين كانوا حاضرين منهم ألبرت برسوم وبعدين ثانى يوم أو ثالث يوم لقينا الرئيس السادات أصدر قراراً بتكوين لجنة تقصى الحقائق فى مشكلة الأقباط " المزيع : " وده أعتبرته شئ إيجابى أم سلبى وقتها " فرد البابا : " شئ إيجابى , واللجنة فيها أقباط وفيها مسلمين فقابلونى وقعدو معايا وقعدوا مع ناس تانيين فاتوا عليا اللجنة وكان يراس هذه اللجنة الدكتور جمال العطيفى شخص كان وزير الثقافة قبل كان كده" فأنا قلته يا أستاذ فلان يعنى تتحرق كنيسة الخانكة يا أستاذ فلان أمام ضميرك المكان اللى أنت زرته كان كنيسة ولا جمعية فقال لى : " دى كان جمعية " وهو صمت قليلاً وأجاب بذكاء لأنه لو قال كنيسة هايقول لك موش صادر بيها تصريح , ولو قال جمعيه هو موش جمعيه وصمت قليلاً ثم قال انه مكان تقام فيه الشعائر الدينية , لأنه يمكن أن يقول تقام بطريقة غير شرعية , وقال البابا لكنها كنيسة غير مرخص بها .. المزيع : " يعنى هو أستخدم العبارة دى علشان يلعب بيها يعنى هو مكان تقام فيه الشعائر الدينية ولكنه ليس كنيسة تقام فيه الشعائر الدينية " قال البابا عن موضوع حرق كنيسة الخانكة : " أنا قلت له انا يكفينى منك هذا الجواب .. هل مكان تقام فيه الشعائر الدينية يحرقوه ؟ ده أى محل حتى بتاع خمور ميقدروش يحرقوه .. يقوم مكان تقام فيه الشعائر الدينية يحرقوه , يعطى الشعب السلطة أنه يحرق يبقى غوغائية سكتنا على كدة وقعدت أشرحلهم أيه اللى يكون , كان طلعوا منشور عنوانه منشور البابا شنودة فى مارس سنة 1972 م قعدت أشرحلهم من أين صدر هذا المنشور ؟ .. المزيع : " هوه فعلا صدر منشور" البابا : " أيوه .. طبعاً لجنة تقصى الحقائق قالت عليه ده واضح الإصطناع , لكن تركوه يسرى نفسياً فى عقول الناس وما قالوش وضع الإصطناع إلا بعدها بكام سنة , الأمور بدأت تتلخبط وكنا نجد الأقباط تعبانين والدولة موش بتسندهم , ثم زارنى الرئيس السادات فى مقرى بالبطريركية فى أواخر ديسمبر سنة 1972م يعنى بعد الحكاية دى .. المزيع : " ما كانش حصل أى أتصال هاتفى قبلها أو أى مبادرة لترطيب الأجواء بعد اللجنة دى " البابا : " لا بس قالولنا على الميعاد أنه هايجى أمتى " المزيع البابا : " فوجئت حضرتك بالميعاد " .. البابا : " موش فوجئت بس قالولنا بالميعاد " المزيع : يعنى فوجئت بأنهم بيقولوا ليك انه فيه زيارة ولا كنت شايف أن دى زيارة منطقية " البابا : " لا .. أنا فاكر للأوضاع التعبانة " المزيع : " يعنى قلت خيراً ممكن يحصل حاجة " البابا : " طبعاً سلمناهم البطرخانة كلها فتشوها قبل ما يجى الريس كعهدهم فى أى زيارة المهم أننى كسرت شيئاً من نذرى فى هذا اليوم الريس جه وموش أحنا اللى قدمنالة مشروب هو دخل فى مكتبى وقعدنا سوا وطلب من سكرتير له جاب ترمس فيه شاى إدانى كباية وخد هوه كباية طبعاً موش قادر أقوله ما شربش من عندك لئلا يظن سوءاً " المزيع : " كنت خايف متشربش معناها أيه بس كنت عايز اعرف حاطط لك شئ سام عاملك طيب " .. البابا : " لا .. لا .. لا لا " .. المزيع : " ما كنت تقوله انا صايم ولا حضرتك مرضيتش تقوله أنك صايم علشان هوه ضيف عندك " فى هذا اليوم فقط أنا شربت معاه أنا استمريت فى الصوم باقى الأيام والشهور " وبعدين هوه داخل فى موضوع الكنائس قال لى أن الأقباط يبنون كنائس بطريقة غير شرعية تسئ لمشاعر المسلمين " .. المزيع : هوه اللى أتكام (يقصد السادات ) البابا قال : " السادات قال لى أنا عايز أصل بالأتفاق بينى وبينك وتقول على عدد الكنائس التى تحتاج إليها كل سنة وأنا أعدك على العدد اللى تقوله وازود عليه بعشرة من عندى " المزيع : " أنطباعك كان ايه على هذا العرض " البابا : " انا أحرجت لأنى ماذا أقول ؟ إن قلت عدد قليل , يبقى أسأت إلى مصالح الأقباط إن قلت عدد كبير يبقى أستغليت عرض الرجل اللى قال لى .. أعدك .. واوافق .. وازود عشرة من عندى " مقلتلوش حاجة ووهارجع أقولك ليه .. أنا كنت قاعد افكر قال لى ليه بتفكر وعاد نفس الكلام والرقم اللى هاتقول عليه هازود عشرة قلتله يا ريس أنا يعنى أنا خايف أقولك اى رقم يتعبك مع المسلمين فى تنفيذه قال لى لا .. لا .. أطمئن كويس أحنا ماسكين البلد كويس من جوه بس نكون متعاونين من الخارج البابا : " أنا عايز أقوله الرقم اللى أقوله اقوله موش عارف قولت له شوف ياريس أحنا عندنا عشرين محافظة فى البلد قال أيوه فلو أن كل محافظة بكل مراكزها مدنها وكل بنادرها وكل قراها أخذت كنيستين أثنين يبقى أثنين فى عشرين يبقى بأربعين" قال السادات : "يبقى على أديك خمسين كنيسة " قال البابا : أنا قلت لو يحرج مع المسلمين يقولهم : لا يا جماعة أحنا عندنا أكثر من عشرين محفظة فى كل محافظة اثنين بجميع كل مراكزها وكل بنادرها وكل مدنها وكل قراها أنتم بتبنوا فى الشارع الواحد جامعين موش فى المحافظة كلها والحكاية هديت المزيع : " ولما كنت مكسوف وحاسس أنك فعلاً نجحت أنك توصل لأتفاق معقول " .. البابا : " ايوه بس لم ينفذ هذا الأتفاق " المزيع : " أيه اللى حصل بعدها بعدها أتبنى كام كنيسة " البابا : " أنا هاقولك لحضرتك بعدها بخمس سنين .. يعنى المهم لما تقابلنا معا سنة 1977م برضه لجأ الريس يغنى نفس الأغنية قال البابا هوه طلب منى اربعين انا أديتله خمسين قلت له : يا سيادة الرئيس .. كان الإتفاق الذى تم بينى وبينك بخصوص الكنائس أتفاقاً نبيلاً وترك فى نفوس الأقباط أعمق الأثر وقابلوه بشعور الشكر والأمتنان , وأنا اعترف أنك أعطيتنا فوق ما نطلب , وخلصنا من دى , وقلت له : هل الإتفاق اللى كان بينك وبينى نفذ أم لم ينفذ ؟ وقال البابا : " كان الكلام ده فى آخر 1972 م وكانت خلصت سنة 72 .. فى سنة 1973 م أخدنا 32 قرار جمهورى وفى سنة 1974 م أخدنا 17 قرار جمهورى , وفى سنة 1975 م وسنة 1976م أخدنا خمسة قرارات جمهورية وفى السنة اللى أحنا فيها 1977 أخذنا 4 قرارات جمهورية يعنى جميع القرارات الجمهورية التى أخذناها فى خلال 5 سنين أخدنا 58 قرار جمهورى يعنى موش هو الإتفاق اللى تم بينى وبينك " المزيع : " يعنى كل كنيسة تبنى يجب أن تحصل على قرار جمهورى يعنى لما تقول 58 قرار جمهورى يعنى 58 ترخيص ببناء 58 كنيسة سؤال هل كنت كل سنة بتقدموا طالبين الخمسين ؟ " .. البابا : " كنا نطلب حسب الأتفاق فلا يأتى إلا هذا , وبعدين قلت له (للسادات ) ثانى حاجه أننا أتفقنا أن الكنائس القديمة مالهاش دعوه بالترخيصات ده ترميم وكانوا بيجروا ورا بالكنائس دى أحياناً يطالبوننا بتقديم طلب بخصوصها ثالث حاجه : أن بعض الكنائس التى أخذنا بها قرارات جمهورية لم نستطع تنفيذها قال السادات : " زى أيه " .. قال البابا : " أعطيته أسماء شوية كنائس وبعدين قلتله مثلاً عن كنيسة العياط لأن رئيس الوزراء يعرف تفاصيل التفاصيل عنها وقد حصلنا على قرار جمهورى بالترخيص ببناء هذه الكنيسة سنة 1973م وقدمنا كل الأوراق اللازمة للترخيص مثل الملكية وخرائط مساحية وكل شئ مطلوب ولما وجدت وزارة الداخلية أن كل شئ مضبوط طلبت أستصدار قرار جمهورى فجالنا قرارا جمهورى رحنا نبنى الكنيسة طلعوا علينا بالعصى وبالبنادق وهيصة وجه البوليس وجه النيابة وجه المحافظ " فقال السادات : " ليه .. ليه " قال البابا حول مشاكل بناء الكنائس : " أفتعلوا إشكالاً قانونيا حول ملكية الأرض (المخصصة للكنيسة) فالمحافظ قال ما دام فيه اشكال قانونى يقفوا البناء حتى يفصل القضاء فيه أحنا قلنا طيب طبيعى القضاء هايفصل فيه لأن عندنا الملكية لكن يعنى لما القضاء يفصل بعد 7 - 8 شهور يكون بنوا جامع فى نفس المنطقة يأتوا إلينا يا جماعة هانهدم الجامع دوروا على أرض ثانية ندور على أرض تانية وتطور الموضوع لغاية الآن بقى لنا أربع سنين موش عارفين نبنى الكنيسة لأن الإتفاق بيننا وبين بعض لم يتم وموش بس أنهم وموش بس القرارات الجمهورة لم نقدر أن ننفذها بل أنهم ايضا أى مبنى يتبنى يقولوا لينا هاتوا قرار جمهورى لو فى داخل الكنيسة نفسها أى مبنى عايزين نبنى حجرة للبواب يقولوا لينا هاتوا قرار جمهورى عايزين نبنى حجرة للقرابنى يقولوا لينا هاتوا قرار جمهورى أحد الأساقفة تشميسة (عروق خشب تحمى من الشمس ) قالوا هاتلى قرار جمهورى أنا لما لاقيت كده طلبت دورة مياة فقالوا هاتوا قرار جمهورى معقول انا هاروح لرئيس الجمهورية أقول له أدينى قرار جمهورى علشان دورة مياة " أتنرفز السادات وقال لممدوح سالم : " أيه ده يا ممدوح " أنا لما لاقيته أتنرفز على ممدوح قلتله ممكن يا سيادة الريس أقول لك فكاهه كده قال أتفضل قلت له إيه رأيك عندنا فى ضواحى الجيزة كنيسة بنسميها كنيسة الأربعة عشر جامعاً " ضحك السادات وقال : " يعنى ايه كنيسة الأربعة عشر جامع " قال البابا : " أخترنا أرض نبنى عليها كنيسة بنوا جنبها جامع منفعتش وأرض أخرى بنوا جنبها جامع منفعتش أرض ثالثة بنوا جنبها جامع منفعتش لغاية ما بقوا أربعة عشر جامع قلنا ما فيش داعى نختار ارض تانية ونتعبكوا فى بناء الجامع الخامس عشر المطران يعمل أيه أخد بيت مبنى جاهز ونفذ حيطانه على بعض يعنى شالها وقعد يصلى فيه يعمل أيه الراجل ده علشان يصلى
المراجع(1) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988
(2) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 ص 136
(3) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988
(4) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 الهامش السفى ص 167
(5) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988
(6) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 الحاشيةالسفلى ص 168
وسألنى الرئيس السادات كم عدد الكنائس الجديدة التى صرح بها عبد الناصرسنوياً للبابا كيرلس , وحين ذكرت العدد .. ( خمسة وعشرين كنيسة سنوياً ) هز الرئيس السادات رأسة معترضاً قائلاً : " إن ذلك كثير جداً " ويعقب أسامة سلامة فى كتابة على عبارة السادات قائلا " معنى هذا أن السادات كان إلى جانب الحد من بناء الكنائس فهو يرى أن بناء 25 كنيسة كل عام كثير وهو الرقم الذى أعطاه عبد الناصر للبابا كيرلس فإن صح الأمر فإن هذا يعنى طائفيه (تعصب) السادات فى هذا المجال أو خوفه من التيار الدينى (4)
وبناء على نصيحة محمد حسنين هيكل إجتمع السادات بالمجلس الإسلامى الأعلى برياسة شيخ الأزهر ثم إجتمع بالبابا شنودة ومعه الأساقفة وصرح لهم بإنشاء خمسين كنيسة بدلا من ببناء خمسة وعشرين كنيسة سنوياً التى صرح بها عبد الناصر .
وتحدث إليهم فى حل مشكلة الأوقاف المسيحية القبطية , فى رسالة معناها "إن الوطن أحوج ما يكون الآن إلى وحدته الوطنية وإن التسابق فى بناء المساجد والكنائس تسابق حافل بدواعى الإثارة , وإن إحتياجات التطور الإجتماعى لاتتطلب فقط بناء مساجد وكنائس جديدة , ولكنها تطلب أيضا ًبناء مدارس ومستشفيات جديدة "
وفوجئ السادات بالحفاوة التى أستقبل بها أثناء الإجتماع ثم نظر لساعته فى حركة تمثيلية من الحركات التى كان يخرجها على مسرح حكمه السياسى لمصر
وقال لمن حوله من الرهبان أعضاء المجلس المقدس – وعلى رأسهم البابا حان موعد صلاه الظهر , ثم قام يؤدى صلاة الظهر فى غرفة الإجتماعات وكان الصور تلتقط له أثناء الصلاه ونشرتها كل الصحف فى اليوم التالى على عرض صفحاتها الأولى وبدأ فيها " الرئيس المؤمن " يصلى الظهر بينما رهبان المجمع المقدس يظهرون وراءه فى خلفية الصورة .
وكان محمد حسنين هيكل فى بيت السادات ينتظره فسئله : " كيف سارت الأمور ؟ " فكان ردة " رائعاً " ثم راح يصف لى كيف إستقبله شنودة وكيف قال له : " أنه زعيم الشعب وأب كل طوائف الأمة وراعيها جميعاً " ثم إستطرد قائلا : " إن شنودة ليس سيئاً كما تصورت " وأضاف السادات وقلت : " لقد قلت له كيرلس كان تحت تصرفه تصريحات ببناء 25 كنيسة , وسوف أضع تحت تصرفك أنت تصريحات بخمسين " وقال هيكل : " إنك كنت تستكثر خمساً وعشرين , وعلى أى حال أنا سعيد لأنك أعطيته خمسين " وقال السادات : " إنك لاتتصور ماذا قال لى , إنه لم يتوقف لحظة طول الوقت عن تكرار قوله إنك قائدنا وزعيمنا وأبونا وراعينا " (5)
إلا أن هذه الوعود تبخرت عند بزوغ النهار فقد حدثت شكاوى من رجال الدين المسيحى من النبوى إسماعيل وزير داخلية حكومة السادات الذى كان يتباطأ فى تنفيذ تعلميات رئيسة ببناء 50 كنيسة , ووضع العراقيل الروتينية !
وقال البابا شنودة : " إنه لم يتم تنفيذ هذا القرار " !! (6) ولما وجد البابا شنودة أن بناء الكنائس داخلياً قد توقف راح يركز على كنائس الخارج ويتوسع فيها ويرسم لها أساقفة جدد , خاصة فى أمريكا الشمالية وكندا وأستراليا ولم يترك القارة الأفريقية وبدأ يمد نشاط الكنيسة القبطية إلى كل أرجائها .
وراح يحقق تواجداً دولياً ملحوظاً لكرسى مرقص الرسول – وكان من الخطوات ذات الدلالة فى هذا الإتجاه أن البابا شنودة وقع فى سنة 1973 إعلاناً مشتركاً مع البابا " بول " الجالس على عرش الفاتيكان فى روما وقتها , يعربان فيهما عن إهتمامهما المشترك بتحقيق الوحده بين كل الكنائس المسيحية .
الحديث الذى أدلى به قداسة البابا شنودة الثالث فى عام 2004 م فى حوار صريح جداً لأحدى القنوات الفضائية التلفزيونية من مصر الحلقة الثالثة .
الذين يحرقون الكنائس ليسوا مسلمين حقيقين لأن المسلم الحقيقى هو الذى يسلم الناس من يده ولسانه الذين يحرقون الكنائس ليسوا مسلمين بالحقيقة لأن المسلم الحقيقى هو الذى يجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى احسن المسلم الحقيقى هو الذى يعطى صورة مشرقة عن دينه , وأنا أترك مسألة الكنائس إلى أخوتى المسلمين يتصرفون فيها .. أما أنا فقد قررت قراراً أنه ألا تبصرنى الشمس آكلاً إلى أن تحل المشكلة بيننا وبين المسلمين وفعلاً مرت على شهوراً لم تبصرنى الشمس آكلاً .. ورد المزيع المحاور فقال : يعنى الإعتصام .. لا الصوم أى لا ترانى الشمس آكلا ولا شارباً .. ورد المزيع : " يعنى صيام إحتجاجى " فقال البابا : " سميه ما شئت " وعندما كرر المزيع عبارته مرة أخرى فسرها له البابا قائلاً : " لا هو إلتجاء إلى الرب بالصوم ليرفع عنا هذه المشكلة " وقال المزيع : " يبقى صيام إلتجائى " فقال البابا : " سميه ما شئت " فضحك المزيع وقال البابا : " سميه ما شئت " ورد المزيع : " ده موش قريب من غاندى مثلاً فى قضية القوة السلبية negative power " فرد البابا : " جايز " ثم قال المزيع : " وأعلنته وبالتأكيد أعتبر أن ده ضغط عليه " وأنا بتكلم خرج بعض السياسين الذين كانوا حاضرين منهم ألبرت برسوم وبعدين ثانى يوم أو ثالث يوم لقينا الرئيس السادات أصدر قراراً بتكوين لجنة تقصى الحقائق فى مشكلة الأقباط " المزيع : " وده أعتبرته شئ إيجابى أم سلبى وقتها " فرد البابا : " شئ إيجابى , واللجنة فيها أقباط وفيها مسلمين فقابلونى وقعدو معايا وقعدوا مع ناس تانيين فاتوا عليا اللجنة وكان يراس هذه اللجنة الدكتور جمال العطيفى شخص كان وزير الثقافة قبل كان كده" فأنا قلته يا أستاذ فلان يعنى تتحرق كنيسة الخانكة يا أستاذ فلان أمام ضميرك المكان اللى أنت زرته كان كنيسة ولا جمعية فقال لى : " دى كان جمعية " وهو صمت قليلاً وأجاب بذكاء لأنه لو قال كنيسة هايقول لك موش صادر بيها تصريح , ولو قال جمعيه هو موش جمعيه وصمت قليلاً ثم قال انه مكان تقام فيه الشعائر الدينية , لأنه يمكن أن يقول تقام بطريقة غير شرعية , وقال البابا لكنها كنيسة غير مرخص بها .. المزيع : " يعنى هو أستخدم العبارة دى علشان يلعب بيها يعنى هو مكان تقام فيه الشعائر الدينية ولكنه ليس كنيسة تقام فيه الشعائر الدينية " قال البابا عن موضوع حرق كنيسة الخانكة : " أنا قلت له انا يكفينى منك هذا الجواب .. هل مكان تقام فيه الشعائر الدينية يحرقوه ؟ ده أى محل حتى بتاع خمور ميقدروش يحرقوه .. يقوم مكان تقام فيه الشعائر الدينية يحرقوه , يعطى الشعب السلطة أنه يحرق يبقى غوغائية سكتنا على كدة وقعدت أشرحلهم أيه اللى يكون , كان طلعوا منشور عنوانه منشور البابا شنودة فى مارس سنة 1972 م قعدت أشرحلهم من أين صدر هذا المنشور ؟ .. المزيع : " هوه فعلا صدر منشور" البابا : " أيوه .. طبعاً لجنة تقصى الحقائق قالت عليه ده واضح الإصطناع , لكن تركوه يسرى نفسياً فى عقول الناس وما قالوش وضع الإصطناع إلا بعدها بكام سنة , الأمور بدأت تتلخبط وكنا نجد الأقباط تعبانين والدولة موش بتسندهم , ثم زارنى الرئيس السادات فى مقرى بالبطريركية فى أواخر ديسمبر سنة 1972م يعنى بعد الحكاية دى .. المزيع : " ما كانش حصل أى أتصال هاتفى قبلها أو أى مبادرة لترطيب الأجواء بعد اللجنة دى " البابا : " لا بس قالولنا على الميعاد أنه هايجى أمتى " المزيع البابا : " فوجئت حضرتك بالميعاد " .. البابا : " موش فوجئت بس قالولنا بالميعاد " المزيع : يعنى فوجئت بأنهم بيقولوا ليك انه فيه زيارة ولا كنت شايف أن دى زيارة منطقية " البابا : " لا .. أنا فاكر للأوضاع التعبانة " المزيع : " يعنى قلت خيراً ممكن يحصل حاجة " البابا : " طبعاً سلمناهم البطرخانة كلها فتشوها قبل ما يجى الريس كعهدهم فى أى زيارة المهم أننى كسرت شيئاً من نذرى فى هذا اليوم الريس جه وموش أحنا اللى قدمنالة مشروب هو دخل فى مكتبى وقعدنا سوا وطلب من سكرتير له جاب ترمس فيه شاى إدانى كباية وخد هوه كباية طبعاً موش قادر أقوله ما شربش من عندك لئلا يظن سوءاً " المزيع : " كنت خايف متشربش معناها أيه بس كنت عايز اعرف حاطط لك شئ سام عاملك طيب " .. البابا : " لا .. لا .. لا لا " .. المزيع : " ما كنت تقوله انا صايم ولا حضرتك مرضيتش تقوله أنك صايم علشان هوه ضيف عندك " فى هذا اليوم فقط أنا شربت معاه أنا استمريت فى الصوم باقى الأيام والشهور " وبعدين هوه داخل فى موضوع الكنائس قال لى أن الأقباط يبنون كنائس بطريقة غير شرعية تسئ لمشاعر المسلمين " .. المزيع : هوه اللى أتكام (يقصد السادات ) البابا قال : " السادات قال لى أنا عايز أصل بالأتفاق بينى وبينك وتقول على عدد الكنائس التى تحتاج إليها كل سنة وأنا أعدك على العدد اللى تقوله وازود عليه بعشرة من عندى " المزيع : " أنطباعك كان ايه على هذا العرض " البابا : " انا أحرجت لأنى ماذا أقول ؟ إن قلت عدد قليل , يبقى أسأت إلى مصالح الأقباط إن قلت عدد كبير يبقى أستغليت عرض الرجل اللى قال لى .. أعدك .. واوافق .. وازود عشرة من عندى " مقلتلوش حاجة ووهارجع أقولك ليه .. أنا كنت قاعد افكر قال لى ليه بتفكر وعاد نفس الكلام والرقم اللى هاتقول عليه هازود عشرة قلتله يا ريس أنا يعنى أنا خايف أقولك اى رقم يتعبك مع المسلمين فى تنفيذه قال لى لا .. لا .. أطمئن كويس أحنا ماسكين البلد كويس من جوه بس نكون متعاونين من الخارج البابا : " أنا عايز أقوله الرقم اللى أقوله اقوله موش عارف قولت له شوف ياريس أحنا عندنا عشرين محافظة فى البلد قال أيوه فلو أن كل محافظة بكل مراكزها مدنها وكل بنادرها وكل قراها أخذت كنيستين أثنين يبقى أثنين فى عشرين يبقى بأربعين" قال السادات : "يبقى على أديك خمسين كنيسة " قال البابا : أنا قلت لو يحرج مع المسلمين يقولهم : لا يا جماعة أحنا عندنا أكثر من عشرين محفظة فى كل محافظة اثنين بجميع كل مراكزها وكل بنادرها وكل مدنها وكل قراها أنتم بتبنوا فى الشارع الواحد جامعين موش فى المحافظة كلها والحكاية هديت المزيع : " ولما كنت مكسوف وحاسس أنك فعلاً نجحت أنك توصل لأتفاق معقول " .. البابا : " ايوه بس لم ينفذ هذا الأتفاق " المزيع : " أيه اللى حصل بعدها بعدها أتبنى كام كنيسة " البابا : " أنا هاقولك لحضرتك بعدها بخمس سنين .. يعنى المهم لما تقابلنا معا سنة 1977م برضه لجأ الريس يغنى نفس الأغنية قال البابا هوه طلب منى اربعين انا أديتله خمسين قلت له : يا سيادة الرئيس .. كان الإتفاق الذى تم بينى وبينك بخصوص الكنائس أتفاقاً نبيلاً وترك فى نفوس الأقباط أعمق الأثر وقابلوه بشعور الشكر والأمتنان , وأنا اعترف أنك أعطيتنا فوق ما نطلب , وخلصنا من دى , وقلت له : هل الإتفاق اللى كان بينك وبينى نفذ أم لم ينفذ ؟ وقال البابا : " كان الكلام ده فى آخر 1972 م وكانت خلصت سنة 72 .. فى سنة 1973 م أخدنا 32 قرار جمهورى وفى سنة 1974 م أخدنا 17 قرار جمهورى , وفى سنة 1975 م وسنة 1976م أخدنا خمسة قرارات جمهورية وفى السنة اللى أحنا فيها 1977 أخذنا 4 قرارات جمهورية يعنى جميع القرارات الجمهورية التى أخذناها فى خلال 5 سنين أخدنا 58 قرار جمهورى يعنى موش هو الإتفاق اللى تم بينى وبينك " المزيع : " يعنى كل كنيسة تبنى يجب أن تحصل على قرار جمهورى يعنى لما تقول 58 قرار جمهورى يعنى 58 ترخيص ببناء 58 كنيسة سؤال هل كنت كل سنة بتقدموا طالبين الخمسين ؟ " .. البابا : " كنا نطلب حسب الأتفاق فلا يأتى إلا هذا , وبعدين قلت له (للسادات ) ثانى حاجه أننا أتفقنا أن الكنائس القديمة مالهاش دعوه بالترخيصات ده ترميم وكانوا بيجروا ورا بالكنائس دى أحياناً يطالبوننا بتقديم طلب بخصوصها ثالث حاجه : أن بعض الكنائس التى أخذنا بها قرارات جمهورية لم نستطع تنفيذها قال السادات : " زى أيه " .. قال البابا : " أعطيته أسماء شوية كنائس وبعدين قلتله مثلاً عن كنيسة العياط لأن رئيس الوزراء يعرف تفاصيل التفاصيل عنها وقد حصلنا على قرار جمهورى بالترخيص ببناء هذه الكنيسة سنة 1973م وقدمنا كل الأوراق اللازمة للترخيص مثل الملكية وخرائط مساحية وكل شئ مطلوب ولما وجدت وزارة الداخلية أن كل شئ مضبوط طلبت أستصدار قرار جمهورى فجالنا قرارا جمهورى رحنا نبنى الكنيسة طلعوا علينا بالعصى وبالبنادق وهيصة وجه البوليس وجه النيابة وجه المحافظ " فقال السادات : " ليه .. ليه " قال البابا حول مشاكل بناء الكنائس : " أفتعلوا إشكالاً قانونيا حول ملكية الأرض (المخصصة للكنيسة) فالمحافظ قال ما دام فيه اشكال قانونى يقفوا البناء حتى يفصل القضاء فيه أحنا قلنا طيب طبيعى القضاء هايفصل فيه لأن عندنا الملكية لكن يعنى لما القضاء يفصل بعد 7 - 8 شهور يكون بنوا جامع فى نفس المنطقة يأتوا إلينا يا جماعة هانهدم الجامع دوروا على أرض ثانية ندور على أرض تانية وتطور الموضوع لغاية الآن بقى لنا أربع سنين موش عارفين نبنى الكنيسة لأن الإتفاق بيننا وبين بعض لم يتم وموش بس أنهم وموش بس القرارات الجمهورة لم نقدر أن ننفذها بل أنهم ايضا أى مبنى يتبنى يقولوا لينا هاتوا قرار جمهورى لو فى داخل الكنيسة نفسها أى مبنى عايزين نبنى حجرة للبواب يقولوا لينا هاتوا قرار جمهورى عايزين نبنى حجرة للقرابنى يقولوا لينا هاتوا قرار جمهورى أحد الأساقفة تشميسة (عروق خشب تحمى من الشمس ) قالوا هاتلى قرار جمهورى أنا لما لاقيت كده طلبت دورة مياة فقالوا هاتوا قرار جمهورى معقول انا هاروح لرئيس الجمهورية أقول له أدينى قرار جمهورى علشان دورة مياة " أتنرفز السادات وقال لممدوح سالم : " أيه ده يا ممدوح " أنا لما لاقيته أتنرفز على ممدوح قلتله ممكن يا سيادة الريس أقول لك فكاهه كده قال أتفضل قلت له إيه رأيك عندنا فى ضواحى الجيزة كنيسة بنسميها كنيسة الأربعة عشر جامعاً " ضحك السادات وقال : " يعنى ايه كنيسة الأربعة عشر جامع " قال البابا : " أخترنا أرض نبنى عليها كنيسة بنوا جنبها جامع منفعتش وأرض أخرى بنوا جنبها جامع منفعتش أرض ثالثة بنوا جنبها جامع منفعتش لغاية ما بقوا أربعة عشر جامع قلنا ما فيش داعى نختار ارض تانية ونتعبكوا فى بناء الجامع الخامس عشر المطران يعمل أيه أخد بيت مبنى جاهز ونفذ حيطانه على بعض يعنى شالها وقعد يصلى فيه يعمل أيه الراجل ده علشان يصلى
المراجع(1) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988
(2) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 ص 136
(3) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988
(4) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 الهامش السفى ص 167
(5) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988
(6) البابا القادم فى الكنيسة القبطية – مصير الأقباط فى مصر – تأليف أسامة سلامة – الناشر دار الخيال – الطبعة الأولى مارس 1998 الحاشيةالسفلى ص 168
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق