زيارة من داخل كنسية العذراء بحارة زويلة تعرف على المعجزة الشهيرة التى اجرتها السيدة العذرا مريم

. . ليست هناك تعليقات:




احتفال كنيسة العذراء بحارة زويلة تذكارا للمعجزة الشهيرة التى اجرتها السيدة العذرا مريم مع القديس متياس الرسول عندما حلت له قيوده من داخل السجن .
وكما يؤكد المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى أن القديس متياس الرسول هو أحد الذين اختارهم الرب يسوع للخدمة ضمن السبعين رسولا وهو الذى عين بالقرعة بعد الصلاة ليكون عوضا عن يهوذا الاسخريوطى اع ٢١:١.

وخصت دعوته للخدمة فى اسيا الصغرى (تركيا) وأشار السنكسار القبطي بانه توجه ايضا الى وسط افريقيا

واخذنا الشوق مع استاذ نبيل وهو يسرد لنا تفاصيل الزفة التى استمرت مدة الساعتين متواصلتين وهم يحملون صورة ضخمة للسيدة العذراء و يطفون بها وسط مئات الحاضرين من سكان الحى وخارجه.


وبعد ان انتهت صلوات تذكار المعجزة المريمية داخل الكنيسة بدأ عشرات من شباب الحى يعلنوا صوت الطبول لتخرج صورة العذراء فى زفة شعبية مارة بزقاقات حارة زويلة بالهتافات والزغاريد والراهبات بالدير المجاور للكنيسة يطلون من شرفات المشربية القديمة ويلقون بالورود وبعض حبات الحلوى على الماريين بالزفة ،وقامت احد الراهبات برش ماء مباركة من النافذة لتبارك الشعب باطيافة وقال ان العجيب فى كل عام يلتحم المسلمين القاتنين بالحى مع اخوتهم المسيحيين وعندما سألهم عن سبب هذا الدافع الذى يجعلهم يتضافروا مع الزفة جاء ردهم الطيب اليه بان منذ ان شبت اقدامهم على اعتاب الدنيا وهم يروا الزفة الشعبة وصورة العذراء مريم تحتضن الجميع دون فارق طائفى كل عام.



ثار فضولنا بأن نذهب الى نفس المكان ونرى ما ابهج استاذى الى هذا الحد واصطحبتنى زميلتى العزيزة نفين بدافع الشوق وكأنها فرصة ذهبية لن تتركها تضيع بل حمستنى أن نسجل تجربتنا دليلا لما اختبرناه من راحة وامتنان فى احضان كنيسة العذراء بحارة زويلة.

وبعد جولة ليست بشاقة بين محطات مترو الانفاق استقرينا على الخط الجديد المتجه الى العباسة فى محطة باب الشعرية وهنا بدأت لنا أصوات الحى الشعبى تداعب مشاعرنا وتصورت القصص الى قراتها فى كتاب “وصف مصر” الذى اطلعنا عن الحارات الشعبية القديمة حيث بائع العرق سوس يطن بالحديتين يجذب ترياق الصائمين قبل اعلان مدفع الافطار بدقائق ، وحركة الشارع تقترب الى الخضوع لوقت صلاة آذان المغرب وكأنها تفتح امام اعيننا الستار لنرى مشهد الحى الشعبى الأصيل والمناير القبطية تضع قبابها مقابل المناير الاسلامية فى سكينة المحبة الاخلاص.

لم تزل شهامة الرجولة المصرية فى ذلك الشاب الذى ارشدنا الى الطريق فلغربتنا عن المكان نجهل بموقع الكنيسة بالتحديد وعلى وصفته اهتديت اقدامنا حتى دنونا امام باب الكنيسة يتصدر الحارة ورائحة البخور تفج من قلبها تستقبلنا ببشاشة امتصت متاعب الطريق .



ومنذ أن وطأت اقدامنا على أعتاب الكنيسة فاض فى احاسسنا شعور يحل قيود الضيقات التى قيدت افكارنا من متاعب و حيرة و سرعان ما سلم علينا شعور الهدوء والراحة عندما وقفنا امام الهيكل المقدس ونحن نصلى كما علمنا الرب يسوع أن صلينا فنناديه اولا ونطلب ملكوته ثم اخذنا نمدح الام البتول بتمجيد مكتوب على لوح خشبى بجوار ايقونتها وهى تحمل الطفل يسوع الموجودة داخل المقصورة التى بالجهة الغربية بالكنيسة واذا بروح الحريه تطلقها لعنان السماويات لتسبح فى ملكوت الله بين الشهداء والقديسن، الواقفين بجابنى كرسى الملكة المتوجة البكرمريم.
وبدانا نتجول بين اروقة مبنى الكنيسة ونتطلع على زخائر الفن القبطي القديم الذى جسد ايقونات القديسين وصورة المعجزة الاصلية على لوح اثرى على جدران بجوار المقصورة للسيدة العزاء والقديس متياس محلول القيود وفى الوسط الرب يسوع جالس على العرش. توجد بجانب المقصورة

واشارت نفين الى قنديل الزيت اسفل الصورة ياخذ منه الزائرين يتبركون منه ولم يجيبنى احد عن مصدر هذا الزيت .فالتفت الى صوت خرير الماء وكانه يدعونا ان نمر معه بجانب القنوات الذى يجرى من بينها فى محيط الكنيسة كلها وكان مصدره الاصلى البئر المقدس الذى ارتوت منه العائلة المقدسة فى زيارتها لمصر حسب التقليد الشفوى الذى حفظ لنا هذا التذكار .

كما حفظ لنا سر هذه الزنبقة العطرة كنيسة العذراء حالة الحديد و التى تعد من أعرق المبانى القبطية على مر العصور التاريخية فى مصر حيث شهدت مدة تقرب إلى 360 عاما من تاريخ 23 بطريرك اعتلوا السدة المرقسية من مقر الكنيسة بحارة زويلة بدءً من البابا يؤانس الثامن البابا ال80 حتى البابا متاؤس الرابع البابا ال102 ، ومنها إنتقلت البطريركية الى الكنيسة المرقسية الكبيرى بالأزبكية.ويبرز لنا تاريخ الكنيسة وما تحويه من أثار وأيقونات فريدة لايوجد لها مثيل فى روعتها وتراثها القبطي الجليل مثل

• أيقونة رموز السيدة العذراء مريم التى وجدت محفوظة بداخل الهيكل الرئيسي بالكنيسة.

• أيقونة الملاك ميخائيل الكائنة على الجدار الجنوبى.

• أيقونة مارمينا العجائبي والمعروضة على الحائط الجنوبى بالكنيسة.

• أيقونة شجرة يسي الموجودة فى يمين الكنيسة.

• ايقونة الاعياد السيدية السبعة الكبرى التى يرجع تاريخها للقرن الثانى عشر الميلادى.

كما يضم المكان كنيسة الشهيد ابى سفين التى تقع يسار صحن كنيسة العذراء .

بالاضافة إلى قاعة عرض مقتنيات الآباء البطاركة وتراث كنائس حارة زويلة الموجودة بجانب كنسية ابى سفين مباشرة .

ومن الفخر أن نشير إلى القديسين الذين إستشهدوا في رحاب حارة زويلة مثل “القديس صليب الجديد، القمص ميخائل الطوخي”.

بالأضافة إلي قديسين قد زاروا زويلة وتباركوا منها وباركوها وعاشوا فيها وهم :”القديس الأنبا برسوم العريان، القديس الأنبا رويس، القديسة إفروسينا” .

لم نشعر بمرور ثلاث ساعات ونحن نتفرس فى الأيقونات والاماكن الأثرية إلا أن عم جاد فراش الكنيسة قد ايقظنا بصوته المجهد من افكارنا المسبية فى جمال وروحانية حيث يريد ان يذهب ليستريح ويذوق النوم الذى غاب عن اجفانه لمدة شهركامل وهم يعدوا للنهضة الروحية التى يقيمها نيافة الانبا رافائيل للاحتفال بهذه المناسبة من كل عام بالكنيسة. ومع صعوبة أن ننفصل من بين جدران الكنيسة خرجنا الى الحاره لناخذ سيرنا للمنازلنا وقبل ان ننعطف فى اتجاة المترو ناجت نفين العذراء تودعها وتطلب منها ان تدعونا لزيارتها مرة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة