السنة الموْمنين-3

. . ليست هناك تعليقات:








اقراء المزيد
3) في يوم الحساب، سوف تعطي حساباً عن كل كلمة طائشة وباطلة تفوهت بها!

"ولكن اقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين. لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" (متى 36:12-37).يبدو اننا نعتقد ان كلماتنا تقع ارضاً وتموت، او انها تتلاشى في الهواء وتنحل الى العدم. ان الامر ليس كذلك! كلماتنا تبقى موجودة – ولا تموت!
قد تقول: "لكنني قلت هذه الاشاعة لصديق واحد فقط، وقد وعدني بألا يبوح بها. سينتهي الامر عنده. "كلا، لن ينتهي! كل كلمة اقولها انا او تقولها انت مسجلة ومكتوبة في الابدية – سنسمع هذا الكلام مرة اخرى حرفياً في يوم الدين.سيديننا هذا الكلام الا اذا اعترفنا به وتركناه ونزعنا كل جذور الشر التي جعلتنا نقوم بهذا الكلام.قد تسأل: الا استطيع ان اصلي صلاة شاملة فأقول: "اغفر لي يا يسوع. امح خطيتي!" كلا – اذا ما رفضت التعامل مع مصدر خطيئتك!


اذكر نفسي حين رزحت تحت ثقل الشعور بالتبكيت فيما مضى حين شاركت صديقاً بمقولة آثيمة، ما قلته كان صحيحاً – عن وضع اخلاقي كان علي التعامل معه فيما يختص بأحد الخدام. جاء ذكره في الحديث وقلت: "لا تثق به، انا اعلم شيئاً عنه!".


مع انني شعرت بالادانة بمجرد تفوهي بهذه الكلمات إلا ان الروح القدس همس لي قائلاً: "توقف! لا حاجة لأحد ان يعلم ذلك، لا تزد على ما قلت، لان لا غاية منه – انها مجرد ثرثرة. على الرغم من صحتها، لا تقلها – لانها قد تؤذي سمعة هذا الرجل!" ما قلته كان سيئاً بما فيه الكفاية. لكنني افشيت التفاصيل الشنيعة! كنت اعلم انه علي التزام الصمت. وبالتأكيد كنت اشعر بتبكيت الروح في اعماقي. لاحقاً، اتصلت بصديقي وقلت له: "اني آسف – كانت تلك مجرد ثرثرة، لقد كنت مشوش الافكار. أرجو ان لا تخبر احداً بالامر او حتى تفكر به".


طمانني صديقي وقال لي بان الموضوع انتهى واضاف: "لست اعلم هذا الرجل وانا لا أقول مثل



هذه الاشياء" لقد أشبع روحي هذا الكلام ولكن فقط في البداية. فتبكيت الروح استمر يزعجني لماذا؟ لماذا لم أترك الموضوع؟ لانك حين تزرع شيئاً ما في فكر احدهم ، لن تستطيع اقتلاعه أبداً! حتى وان لم تخبر احداً، لا ينتهي الامر عند هذا الحد!


كان شعوري يؤنبني: "لماذا فعلت ما فعلته؟ الهي، هل احمل في داخلي مشاعر ضده؟ هل اشعر في داخلي بالسعادة لوقوعه في الخطية؟ لماذا لم ينصب اهتمامي على شفاءه منها؟ ما نوع القلب الذي احمله؟ اغفر لي يا رب. اشفني ايضاً من هذه المشاعر. لا أريد ان اقف امامك يوم الدين وانا ما زلت اراعي اثماً في داخلي!" هل غطيت خطيتي بدم يسوع؟ نعم – لانني اعترفت بانني اخطأت جداً. وسمحت للروح القدس ان يظهر لي الكبرياء الناموسية الموجودة في. لقد سمحت له بأن يذللني ويشفيني! والآن، كلما بدأت اتفوه بشيء ما ضد شخص ما، فانني اطيع الروح القدس وهو يقول لي بصوت عال وواضح "توقف"!


إن تحذير يسوع ايقظ خوف الإله في داخلي: "لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" (متى37:12) بكلماتك! لم يقل يسوع بأننا سندان بشهوتنا او بالمخدرات او الكحول التي نتناولها، هذه جميعها خطايا قبيحة، نعم، وسنحاسب عليها لكن يسوع يقول لنا "ستحاسبون على كلماتكم – على ما تفوهتم به!".


سأطرح عليك سؤالا – هل انت ممن يباركون بلسانهم وكذلك به يلعنون؟" به (أي اللسان) نبارك الإله الآب وبه نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الإله. من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة لا يصلح يا اخوتي ان تكون هذه الامور هكذا" (يعقوب9:3-10) إن الكلمة " لعنة " هنا تعني في الاصل اليوناني: "تشويه السمعة، اذلال، واتهام بالشر" وبالتأكيد، فان كلمات التسبيح للإله عادة ما تخرج من افواهنا وكذلك كلمات العبادة والتمجيد له – ولكن كذلك تخرج الثرثرات الشريرة التي تشوه سمعة خدامه.


إن مثل هذا الكلام القبيح يمزق جسد المسيح! انه ضد عمل الإله!


أنت تستطيع كذلك تشويه سمعة شخص دون التفوه بكلمة واحدة – ببساطة باظهار تعابير هدامة على وجهك. في احدى المناسبات سألني احدهم عن شخص كان علي التعامل معه فيما يتعلق ببعض المسائل. عندما سألني عن الشخص لم أتفوه بكلمة – لكنني فقط رفعت أنفي في اقتضاب وهززت رأسي. الشخص الذي كان يستفسر عن هذا الشخص قال لي: "لم تتفوه بكلمة ولكنك قلت لي كل ما أحتاج معرفته".


لقد زرعت أفكار سلبية في عقل هذا الشخص! هذا ايضاً يتعلق باللسان غير المضبوط.


والآن، بعض المؤمنين حذرين جداً ولا ينطقون بأفكارهم، ويهتمون بكلماتهم ومع ذلك، فان الاشياء الجيدة التي يتفوه بها العديد من المؤمنين هي نفـــاق – لأن أفكارهم مليئة بالشر" بأفواههم يباركون وبقلوبهم يلعنون" (مزمور4:62).


هؤلاء الاشخاص يمسكون بيدك ويبتسمون بحرارة ويقولون أشياءً جميلة لك مثل: "كيف حالك؟ من اللطيف ان نراك تبدو بخير!" ولكنهم يديرون ظهرهم وهم يتمتمون لشخص قريب: "يا له من محتال! انه يبدو كالموت المبطن هل رأيت كم زاد وزنه؟ عيناه تبدوان فظيعتين!".. ألسنتهم صقلوها" (مزمور 9:5).


يجب على المسيحي المؤمن ان لا يكون لديه هذا الموقف! كن متأكداً، هناك جذور المرارة والتمرد في ذلك الشخص – هناك شيء خاطيء جداً في قلبه. ان مؤمن حقيقي على علاقة وثيقة بالرب لا يمكن ان يفكر في مثل هذا التصرف.


قد تقول: "تمهل ايها الراعي قلت لي اولاً مدى خطورة لسان غير مضبوط. والآن تقول لي بأنني سأحاسب على مجرد أفكاري عن الناس؟".


بدون شك – نعم! "لانه كما شعر في نفسه هكذا هو" (امثال 7:23) "المحبة.. لا تظن السوء" (كورنثوس الاولى 5:13).


أرني شخصاً ذا طبيعة شكاكه، وسأريك شخصاً بروح ناموسية. ذلك الشخص ذو طبيعة عنيدة. ربما لم يسلم بالكامل ليسوع ودائماً يشك في الآخرين وفي وقوعهم في خطايا هو نفسه يشعر بالاغواء في السقوط فيها!.


وربما أخطر شخص هو الذي ينقل هذه الاشاعات – الذي يشارك في احاديث تهدم ولا ترفع – ومع ذلك يعتقد بانه لم يقصد ايذاء اي شخص وعندما تسأله عن ذلك، فقد تترقرق الدموع في عينيه ويقول بحزن: "انا لست كذلك. انا احب كنيستي والرعاة فيها – أحب جسد المسيح. نعم، قد اكون تفوهت بأشياء قد تفسر كثرثره او اهمال. لكن الإله يعلم ما في قلبي. لم اقصد ان اؤذي احداً.


مثل هذا السلوك خطر! الكتاب المقدس يقول بان النيران الكبيرة سببها شعلة صغيرة! إن شعلتك الصغيرة قد تشعل ناراً ضخمة، حتى وإن كنت لا تعني أن تخرج الامور من تحت سيطرتك. "هوذا نار قليلة أي وقود تحرق" (يعقوب 5:3) قد تتفوه باشاعة عن شخص ما بلا مبالاة – وقد ينتهي الامر بهذه الاشاعة بشيء يضر بسمعة وبروح وبطبيعة هذا الشخص!.


لا يهم ماذا كان دافعك – فالضرر حاصل. إن شعلتك الصغيرة قد أشعلت النار وخرج الموضوع من يدك. قد تشوه سمعة أحدهم. قد تجلب الخزي والعار والحزن لاحدهم. وبغض النظر عن دافعك وراء ما قلته، فانك لا زلت مذنباً، فانك انت سبب الحريق! انه لسانك غير المضبوط الذي بدأه!.


كيف تسيطر على سلاحك المميت أي لسانك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

https://st-julius.blogspot.com.eg/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

انشر معنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي عدد زوار الموقع هذا الشهر

بحث هذه المدونة الإلكترونية

اضغط هنا للاستعلام الان

blogger

Translate

blogger

الاكثر مشاهدة

https://st-julius.blogspot.com.eg/

hi

مقالات

اضغط هنا للاستعلام الان

المشاركات الشائعة